ولدت مارثا ستيوارت، أيقونة الطهي والتزيين، في 3 أغسطس 1941 لعائلة بولندية أمريكية متواضعة في نوتلي، نيو جيرسي.
نشأت في بيئة تشجع على العمل الجاد والاستقلالية، حيث تعلمت منذ صغرها قيمة المال من خلال مساعدة عائلتها في مهام مختلفة مثل فخ المسك وبيع الجلود.
تغذى شغف ستيوارت بالطهي والضيافة منذ طفولتها.
فقد كانت وجبات العشاء العائلية الكبيرة التي تجمع الأصدقاء والأقارب أسبوعياً بمثابة تدريب عملي مبكر على فنون الضيافة.
كما تعلمت من والدتها وأختها مهارات الطهي والخياطة والبستنة، والتي أصبحت فيما بعد أساساً لمكانتها كخبيرة في مجال الحياة المنزلية.
نشأت ستيوارت في بيئة قيمت العمل الجاد والانضباط، وهو ما شكل أخلاقيات عملها القوية.
بدايتها في عالم الموضة
بدأت قصة نجاح مارثا ستيوارت مبكراً، حيث أظهرت موهبة كبيرة في عالم الموضة منذ صغرها.
خلال سنوات دراستها الثانوية، لمع نجمها كعارضة أزياء واعدة، مما أتاح لها فرصة العمل في متجر Bonwit Teller الشهير في نيويورك.
ساهم جمالها وشخصيتها الجذابة في جذب أنظار المصورين، مما مهد الطريق أمامها لعالم الأضواء.
سنوات الجامعة بين الفنون وعروض الأزياء
انتقلت مارثا ستيوارت إلى مرحلة جديدة من حياتها بالالتحاق بكلية بارنارد المرموقة، حيث درست تاريخ الفن.
ومع ذلك، لم تتخل عن شغفها بعالم الموضة، فاستمرت في العمل كعارضة أزياء، وسرعان ما ظهرت صورها في أبرز المجلات العالمية.
نجاح مبكر وتحديات مالية
حققت مارثا ستيوارت نجاحاً كبيراً في عالم الأزياء في سن مبكرة، حيث تم اختيارها كواحدة من أفضل عشر نساء جامعات يرتدون ملابس في أمريكا.
إلا أن هذا النجاح لم يأتِ دون تحديات، فقد عانت من ضائقة مالية أجبرتها على العمل كخادمة في منزل شقيقتين أرملتين.
بعد تجربة ناجحة في ترميم مزرعة قديمة، اكتشفت مارثا ستيوارت شغفها الحقيقي: الطهي.
البداية في عالم الطهي
مستوحاة من أعمال الطاهية الفرنسية الشهيرة جوليا تشايلد، بدأت ستيوارت رحلتها في عالم الطهي، حيث صقلتها الممارسة المستمرة حتى أتقنت فنون المطبخ الفرنسي.
بداية المشوار التجاري
في أواخر السبعينيات، أسست ستيوارت شركتها الخاصة للتموين، والتي لاقت نجاحًا باهراً بفضل قوائمها المبتكرة وعروضها الفنية الفريدة.
وفي غضون عقد من الزمان، تحولت شركتها إلى علامة تجارية قوية تجذب عملاء من المشاهير والشركات الكبرى.
لم يقتصر نجاح ستيوارت على مجال الطهي فحسب، بل امتد إلى عالم النشر.
فقد أصدرت العديد من الكتب التي حققت مبيعات قياسية، مثل "ترفيهي" و"قوائم الطبخ السريعة لمارثا ستيوارت".
ومع تزايد شعبيتها، أسست مجلة "مارثا ستيوارت ليفينج" التي سرعان ما أصبحت مرجعًا في مجال الحياة المنزلية والأسلوب.
بالتزامن مع نجاحها المهني، واجهت ستيوارت تحديات شخصية، حيث انتهى زواجها.
ومع ذلك، استمرت في السعي لتحقيق أهدافها، وواصلت توسيع إمبراطوريتها لتشمل مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات، بما في ذلك البرامج التلفزيونية والكتب والإعلانات.
في عام 1999، حققت مارثا ستيوارت إنجازًا جديدًا بإدراج شركتها في بورصة نيويورك.
وشهدت أسهم الشركة ارتفاعًا ملحوظًا، مما عزز مكانتها كواحدة من أقوى النساء في عالم الأعمال.
لم يقتصر نجاح ستيوارت على الكتب فحسب، بل امتد إلى عالم التلفزيون.
فقد استضافت برنامجها التلفزيوني الخاص الذي عرض العديد من النصائح والحيل لجعل الحياة أكثر متعة وجمالًا.
ساهم البرنامج في تعزيز مكانتها كرمز للأناقة والكمال، وجذب ملايين المشاهدين حول العالم.