متى بدأت صناعة المكرونة؟.. سر «الباستا» الحائر بين الإيطاليين والصينيين والعرب

اختلف البعض على أول من ابتكر المكرونة أو «الباستا» إلا أن الجميع متفق على أن أشهر دولة في تصنيعها هي إيطاليا، فالمطبخ الإيطالي تتعدد به أصناف المكرونة، لذا إذا أردت تناول وجبة متميزة من «الباستا» فكل ما عليك فعله هو الذهاب لأشهر مطاعم الباستا في مصر، لذلك فإن لتاريخ تصنيع الباستا باع طويل في الظهور والتطور والتمييز.

ويعرض «Food Today» تاريخا تصنيع الباستا وأشهر الدول التي تميزت بها عن غيرها

البداية كانت في إيطاليا

مكرونة

اشتهرت المكرونة بأنها وجبة إيطالية بالأساس، وهناك روايات تؤكد ذلك؛ فهناك من يقول إن الباستا كانت من الأطعمة التقليدية في جزيرتي صقلية، وسردينيا ومدينة كالياري، تقول هذه الروايات، إن هناك وثائق تاريخية يعود أصلها لعام 800 ميلادياً، كانت تحتوي على وصفات للباستا المجففة المصنوعة من القمح الصلب، وذلك كما ورد في كتابات العالم الإدريسي.

أما الرواية الأشهر في ذلك هي أن الرحالة الإيطالي ماركو بولو أحضر المكرونة من الصين إلى إيطاليا، مع نهاية القرن الثالث عشر، كما ورد في مذكراته.

هي رومانية!

مكرونة بشاميل

 
هناك فريقا يقول إن أصل المكرونة يعود إلى العصر الروماني، حين كانت الدولة الرومانية تنتج ملايين الأطنان من القمح سنويا، وعند تجفيف العجين وتصنيعه في أشكال مختلفة كانت تسمى "ماكاروني".

ويقال إن المكرونة النيوكي تم تقديمها من قبل الجيوش الرومانية خلال توسع الإمبراطورية، وانتشرت في أجزاء مختلفة من أوروبا.

المكرونة .. صيني

عمل المكرونة

تعتبر المكرونة من الأطباق الأساسية في الصين، والتي تعرف الآن بـ«النودلز»، وكانت تسمى في وقت سابق بـ«إتريا» والتي تعني «الشعرية الجافة»، كما وجد إشارات إليها في عدد من كتب الطهي الصينية متضمنة مع أنواع أخرى من الغذاء يرجع تاريخها إلى العام 3000 ق.م، وكانت تصنع من الأرز و طحين الفاصوليا، كما يذكر البعض أن أول إشارة مكتوبة عن المكرونة وردت في مخطوطة القدس في القرن الخامس ق.م.

هل أصلها عربي؟

وجبة مكرونة

هناك بعض الروايات التي تؤكد أن أصل المكرونة يعود للقرن الحادي عشر في الوطن العربي، ويقول الكثير من المؤرخين إن المكرونة «الاسباجتى» لم تظهر للمرة الأولى في دول حوض البحر المتوسط ولكنها ظهرت في الوطن العربى والبلاد الإفريقية منذ القرن الحادي عشر الميلادي لأن أراضى الوطن العربي معروفة بزراعتها لقمح الكاموت المستعمل في صناعة المكرونة بأنواعها المختلفة.

إلا أن هناك رواية أخرى تقول إنه عندما عاد ماركو بولو من رحلته في الصين كان الإيطاليون يأكلون المكرونة بالفعل، وقد عرفوها عن طريق جزيرة سيشل عندما وصلها الفاتحين العرب وجائوا بها من ثقافتهم.

وتقول بعض القصص القديمة إن إمرأة ريفية عربية تدعى «لبيستا» هي أول من قامت بابتكار الرافيولى أو المكرونة المحشوة واللازانيا.

وانتقلت المكرونة إلى مصر عن طريق الرحلات التجارية للبلاد الأخرى وخاصة جزيرة صقلية ولكن المطبخ المصرى أضاف للمكرونة نكهات وطرق طهي مختلفة جعلت للمكرونة المصرية شخصية خاصة بها.

 مكرونة

ويقول البعض إن أهل صقلية تعلموا تجفيف المكرونة من العرب، خلال الفتوحات الإسلامية، الذين كانوا يملكون أنواعا من القمح الصلب، وأصبحوا في القرن الثاني عشر مركزا لتصدير الباستا المجففة، وظلت جنوب إيطاليا هي المسيطرة على إنتاج المكرونة المجففة.

 

أصل المكرونة

صناعة المكرونة

ويؤكد العالم الجغرافي الشهير الإدريسي هذه الرواية؛ إذ ذكر في أحد مؤلفاته أنه «رأى شيئاً مصنوعاً من الطحين يتم تشكيله إلى عدة أشكال، ثم دخلت إلى إيطاليا وبالتحديد في مدينة باليرومو عندما كان العرب يحمونها».

وقد أصبحت مصر الآن من أهم الدول المصدرة للمكرونة، حيث بلغت الصادرات المصرية من المكرونة المصنعة من دقيق عادى "غير مطبوخة" نحو 6 ملايين و515 ألف دولار عام 2021.