شهد مركز مصر للمعارض الدولية ختام فعاليات الدورة الثالثة عشرة من معرضي "في أفريكا" و"بروباك مينا" لعام 2025، وسط إشادات واسعة من المشاركين والمراقبين بما حققته هذه النسخة من نجاحات نوعية على المستويين التجاري والتنظيمي.
الحدث، الذي أقيم برعاية من وزارتي التجارة والصناعة والبيئة، استطاع أن يستقطب أكثر من 15 ألف زائر من المتخصصين في صناعات الأغذية والتغليف، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 400 شركة عارضة، إلى جانب وفود رسمية من عدة دول وجهات حكومية ومنظمات دولية.
وخلال الأيام الثلاثة للمعرضين، تم إبرام صفقات تجارية بلغت قيمتها نحو 60 مليون دولار، بحسب بيانات منصة "Explori" المتخصصة في استطلاعات الرأي للمشاركين. ويمثل هذا الرقم قفزة بنسبة 55% مقارنة بالعام الماضي، ما يعكس قوة التأثير المتزايد للمعرضين على الخريطة الإقليمية والدولية.
وأظهرت التحليلات أن أغلب هذه الصفقات جاءت من السوق الإفريقية بنسبة 89%، في حين سجلت قارات آسيا والشرق الأوسط نسبًا متساوية بلغت 3% لكل منهما، فيما تقاسمت أوروبا والأمريكتان نسبة 4% بالتساوي، وهو ما يعكس اتساع الأفق الدولي للحدث رغم تمركزه الإقليمي.
وشاركت شركات بارزة في الدورة الحالية، منها "هاي تيك"، "يوني أويل"، "المشرق"، و"كاميرا"، إلى جانب وفود من دول مثل ألمانيا، إيطاليا، الصين، الهند، ماليزيا، الإمارات، تركيا، والأردن، في دلالة على تنامي الثقة الدولية في المعرض كمنصة فعالة لعقد الشراكات والترويج للابتكار الصناعي.
ومن بين التطورات اللافتة هذا العام، كان إطلاق برنامج التوفيق بين الشركات، الذي أسفر عن تنظيم أكثر من 350 اجتماعًا ثنائيًا بين ما يزيد عن 200 مصنع ومورد.
ونتج عن هذا البرنامج توقيع اتفاقيات تجارية بين نحو 100 شركة مشاركة، وفق ما أكده مصطفى خليل، مدير مجموعة المعارض بشركة إنفورما مصر، التي تنظم الحدث.
خليل أوضح كذلك أن الشركة ملتزمة بتطوير نسخة المعرض سنويًا لتواكب المتغيرات العالمية وتخدم متطلبات الصناعة المحلية، مع الاستمرار في استقطاب مزيد من العارضين والمستثمرين من مختلف دول العالم.
ولم تقتصر فعاليات الحدث على العروض التجارية فحسب، بل تضمنت سلسلة من الجلسات النقاشية المتخصصة التي ناقشت أبرز التحديات والفرص في قطاعي التصنيع الغذائي والتغليف. ومن بين أبرز هذه الفعاليات، جلسات بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، ناقشت سلاسل القيمة الصناعية، إلى جانب مائدة مستديرة نظمت بالتعاون مع LibanPack والمنظمة العالمية للتغليف وجامعة فاخينينجن الهولندية، حول الحد من الفاقد الغذائي وتعزيز الأمن الغذائي.
بدوره، أكد محمد عبد الحميد، مدير المعرضين، على الأهمية الكبيرة للجانب المعرفي والتثقيفي، مشيرًا إلى أن الدورة الحالية شهدت تنظيم أكثر من 70 جلسة تعليمية، شارك فيها 50 متحدثًا من الخبراء والمتخصصين الدوليين، وركزت على موضوعات رئيسية منها التعبئة المستدامة والتكنولوجيا النظيفة.
بهذا الزخم الكبير والنتائج الملموسة، تؤكد الدورة الثالثة عشرة من معرضي "في أفريكا" و"بروباك مينا" أن المعرضين باتا يشكلان محورًا أساسيًا في خريطة الصناعات الغذائية والتغليف في المنطقة، ومركزًا ديناميكيًا لتبادل المعرفة والتقنيات الحديثة، معززين مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعات المستقبل.
