أكد معهد تكنولوجيا الأغذية التابع لمركز البحوث الزراعية أن الملصقات الغذائية أصبحت عنصرًا أساسيًا في توجيه قرارات المستهلكين وتحقيق التوازن الغذائي، لا سيما في قطاع منتجات الألبان، الذي يعد من أكثر القطاعات ارتباطًا بالصحة العامة والتغذية السليمة.
ووفقًا لتحليل صادر عن المعهد، تلعب الملصقات دورًا مهمًا في الربط بين المعرفة العلمية والممارسات اليومية للمستهلك، إذ توفر معلومات واضحة تسهم في تحسين أنماط الحياة الغذائية، ومساعدة الأفراد على اختيار المنتجات الأكثر توافقًا مع احتياجاتهم الصحية.
وأشار التقرير إلى أن منتجات الألبان، لما تحتويه من بروتينات وكالسيوم وفيتامينات، تتطلب مستويات عالية من الشفافية عند عرض مكوناتها وقيمها الغذائية، وهنا تبرز أهمية الملصقات كوسيلة فعالة تتيح للمستهلك قراءة السعرات الحرارية ونسب المغذيات والسكريات والدهون، ومقارنتها بالقيم اليومية الموصى بها.
وقد شهدت السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا في تصميم الملصقات الغذائية، مدفوعًا بالتقدم العلمي والتشريعات الدولية المتجددة، وكذلك ازدياد وعي المستهلكين بأهمية معرفة ما يتناولونه، وأصبحت اللوائح التنظيمية، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، تُلزم الشركات بعرض معلومات دقيقة وشاملة.
في الولايات المتحدة، يفرض قانون وضع العلامات الغذائية والتثقيف الغذائي (NLEA) إدراج السعرات والمغذيات الأساسية لكل حصة، بينما يشمل نموذج "حقائق التغذية" المحدث لعام 2016 أيضًا السكريات المضافة والنسب اليومية للقيم الغذائية، أما في أوروبا، فتُلزم اللوائح بإدراج معلومات الطاقة، الدهون، الدهون المشبعة، السكريات، البروتين، والملح لكل 100 جرام أو 100 مل من المنتج.
كما أشار المعهد إلى أن مدونة "كودكس أليمنتاريوس" العالمية توفر إطارًا مرجعيًا موحدًا لتصميم الملصقات الغذائية، مما يسهل حركة التجارة بين الدول، ويعزز من حماية المستهلك على مستوى دولي.
واختتم المعهد تحليله بالتأكيد على أن الملصقات لم تعد مجرد وسيلة تعريفية، بل تحولت إلى أداة علمية تعكس التقدم في مجال التغذية، وتدعم الصحة العامة عبر تمكين المستهلك من اتخاذ قرارات غذائية واعية ومدروسة.
