الفول المصري، طبق تراثي عريق، ارتبط بوجدان المصريين منذ قرون. ولأنه وجبة شعبية بامتياز، ظهرت العديد من المطاعم المتخصصة في تقديمه بطرق وأساليب مختلفة.
تتنافس هذه المطاعم على تقديم ألذ وأشهى أنواع الفول، كل منها يحمل سرًا خاصًا في خلطته وتقديماته.
سنستعرض أشهر هذه المطاعم ونكشف عن أسرار نجاحها.
التابعي
يعود بنا التاريخ إلى عام 1929، حيث افتتح "التابعي مصباح" باب متجر صغير لبيع الفول بزيت الزيتون في قلب القاهرة.
لم يكن هذا المتجر مجرد مكان لتناول الإفطار، بل كان بداية لأسطورة مصرية تمتد لأكثر من قرن.
من طبق فول إلى سلسلة مطاعم عالمية
سرعان ما اكتسب محل التابعي شهرة واسعة، وبدأ الزبائن يتوافدون عليه من كل الطبقات.
انتقل نجاح المحل إلى الجيل الثاني، محمد التابعي، الذي افتتح أول فرع له في رأس البر، واستقطب كبار الفنانين والشخصيات العامة.
مع مرور الوقت، توسعت رقعة التابعي لتشمل القاهرة، وتحولت من مجرد محل صغير إلى سلسلة مطاعم فاخرة تقدم أكثر من 30 نوعاً من الفول، منها الفول الدميس الشهير الذي يعد سرًا من أسرار العائلة.
أسرار الفول الدميس والابتكارات الحديثة
يعتمد طعم الفول الدميس على خبرة طويلة وحاسة شم قوية، حيث يقوم الطهاة باستخراج الفول من الجزء الأكثر سخونة في القدرة، ثم يضيفون إليه مزيجًا من البصل والثوم والطماطم والطحينة، ويخلطون المكونات يدويًا.
ولم يتوقف التابعي عند هذا الحد، بل قدم ابتكارات جديدة مثل فول البيتزا، دمجًا بين الطعم المصري الأصيل والنكهات العالمية.
التحديات والتوسع
واجهت عائلة التابعي العديد من التحديات، مثل محاولة التوسع في السعودية التي فشلت بسبب نظام الكفيل.
ومع ذلك، استمرت العائلة في التطور والتوسع، ووصل عدد فروع التابعي إلى أكثر من 11 فرعًا في القاهرة والجيزة.
مطاعم الشبراوي
وفي عام 1948، حيث أسس الحاج شبراوي الكبير مطعماً صغيراً في الكوربة بمصر الجديدة، ليضع بذلك حجر الأساس لسلسلة مطاعم "الشبراوي" التي أصبحت اليوم أيقونة من أيقونات المطبخ الشعبي المصري.
سر النجاح وعلامة تجارية مميزة
على الرغم من التوسع الكبير الذي شهدته السلسلة، إلا أن أحمد حسني الشبراوي يؤكد على أن سر نجاحهم يكمن في الحفاظ على الخلطة السرية التي تميز طعم فول الشبراوي.
هذه الخلطة التي تستأثر بعلمها عائلة الشبراوي، هي السبب الرئيسي وراء الإقبال الكبير على مطاعمهم.
وللحفاظ على هذه الهوية المميزة، قرر أحمد حسني تغيير العلامة التجارية إلى "شبراوي الكوربة"، وذلك لتجنب الالتباس مع محلات أخرى تحمل اسم الشبراوي.
رغم أن الفول يعتبر تقليدياً طعام الفقراء، إلا أن أحمد الشبراوي يؤكد أن جميع الطبقات الاجتماعية تتناوله حالياً.
ومع ذلك، يحذر من أن ارتفاع الأسعار قد يجعل الفول وجبة غير متاحة للطبقات الفقيرة في المستقبل القريب.
يحرص أحمد حسني الشبراوي على تذوق الفول كل ساعتين للتأكد من جودته ومذاقه المتميز.
هذا الاهتمام بالتفاصيل هو ما يجعل فول الشبراوي يتميز عن غيره من الأنواع الأخرى.
مطاعم جاد
تُعد قصة نجاح مطاعم "جاد" مثالاً ساطعاً على كيفية تحول مشروع صغير في الإسكندرية إلى سلسلة مطاعم عالمية.
أسس جاد أول فروعه في ميامي بالإسكندرية عام 1972، ومنذ ذلك الحين توسعت الامبراطورية لتشمل 13 فرعًا في القاهرة والجيزة، وامتدت أذرعها لتصل إلى الإمارات والكويت والسعودية.
الفول الإسكندراني
في الإسكندرية، مهد الحضارات، يتنافس العديد من مطاعم الفول على لقب الأفضل.
من أبرز هذه المطاعم مطعم محمد أحمد الذي أسسه محمد السماك عام 1957، ومطعم أبو ربيع، ومطعم الوحيد.
هذه المطاعم حافظت على التراث الإسكندراني الأصيل في إعداد الفول، وتنافس على قلوب الزبائن بوصفاتها الخاصة.
الفول الفندقي
في المقابل، يقدم فندق هيلتون رمسيس تجربة مختلفة تمامًا لتناول الفول.
ففي الملحق التجاري للفندق، يتمتع الفول بمكانة خاصة، حيث يقدم بأسعار أعلى بكثير من المطاعم الشعبية.
على الرغم من ذلك، يحظى الفول في هيلتون رمسيس بإقبال كبير، خاصة من السياح العرب الذين يبحثون عن تجربة فريدة.
الاقبال على الفول في شهر رمضان
يشهد شهر رمضان إقبالاً كبيراً على تناول الفول، سواء في المطاعم الشعبية أو الفنادق الفاخرة.
يلجأ العديد من المطاعم إلى استخدام "قدرة الفول" التقليدية لجذب الزبائن، ويقدمون الفول بأنواعه المختلفة في البوفيهات المفتوحة.
سر نجاح الفول في هيلتون رمسيس
يكمن سر نجاح الفول في هيلتون رمسيس في عدة عوامل، منها:
يستعين الفندق بشيف متخصص في إعداد الأطباق الشرقية، مما يضمن جودة عالية لطعم الفول.
يقدم الفول ضمن البوفيه المفتوح، مما يتيح للنزلاء تجربة مجموعة متنوعة من الأطباق.
يشكل السياح العرب نسبة كبيرة من زبائن الفندق، وهم يفضلون تناول الفول في جو راقي.