أين اختفى الجيمز؟.. من ثمار فرعونية مقدسة إلى أشجار منقرضة!

كانت "الجميزة" في الأرياف المصرية قديمًا ملتقى الأهالي والأصدقاء في ليالي الصيف المنعشة، وكانت فاكهة الجميز لها مكانة كبيرة عند المصريين وحكى نقش الفراعنة الكثير عن فاكهة وأشجار الجميز المعمرة، ونتعرف على أقدم الأشجار والفواكه التي عرفها المصريين.

ما هي أشجار الجميز

يعتبر الجميز من الأشجار دائمة الخضرة، ويشبه في مذاقه فاكهة التين، وتنتشر أشجار الجميز على شاطئ النيل في ريف مصر بشكل خاص، ثم انتقلت من مصر إلى بلدان عربية أخرى في الشام وجنوب الجزيرة العربية.

مكانة الجميز عند الفراعنة

عرف المصريين ثمار الجميز منذ الأجداد الأوائل، حيث كان الفراعنة يقدسون أشجار الجميز وثمارها، وجرى استخدامها في أغراض طبية وعلاجية، كما جرى استخدام أشجارها في صنع الأخشاب توابيت الملوك وأسقف البيوت وأبو المعابد  ولصنع الأدوات الزراعية والآلات الموسيقية.
ووفقًا للنقوش التي عثر عليها علماء الآثار، ثم صنع تابوت أوزوريس من خشب أشجار الجميز، وحملت الملكة حتحور والملكة نوت لقب سيدة الجميز، واستخدم لحاءه قديماً في علاج قُرح الفم، وأمراض الجلد والأكزيما والبهاق والصدفية، ولسعات العقارب والثعابين.

أساطير حول الجميز

وفقًا لما ذكر في نصوص العهد القديم، عندما زارت مريم العذراء مصر جلست تحت أشجار الجميز وأكلت من ثمارها واستظلت تحتها، ويقال أن التين المذكور في القرآن هو ثمار الجميز لأن فاكهة التين لم تظهر إلا بعد ذلك بوقت بعيد.
واعتقد الريفيون قديمًا أن أشجار الجميز التي تنمو حول المقابر، تنتج ثمار حلوة المذاق ويفضل تناولها دون غسلها حتى لا تفقد مذاقها الحلو ونضارتها.

سر اختفاء الجميز؟

رغم مكانة هذه الثمار والأساطير التي تدور حول مكانتها عند المصرية، فقد اختفى الجميز نتيجة لصعوبة الاعتناء بثماره، فثمار الجميز تنتج مادة بيضاء مرة المذاق تظل مرة حتى بعد نضجها.
لذا اخترع المزارعين طريقة تسمى "ختان الجميز" عن طريق عمل شق طولي في الثمار المساعدة على نضج الثمار والسماح للهواء وحبوب اللقاح بالمرور خلالها وتحويل هذه المادة المرة إلى ثمار حلوة المذاق، وهذه العملية يجب أن تتعرض لها كل حبة، ونظرًا لصعوبة هذه العملية فقد اختفى الجميز بالتدريج من مصر وبعض الدول الأخرى ليحل محله التين الأسهل في الزراعة والرعاية.