الملوخية.. أكلة غنية عن التعريف لا تحتاج إلى مقدمة لوصف مكانتها عند المصريين، تتفاخر السيدات بصنع الملوخية وإظهار ما لديهم من خبرة وبراعة في صنعها، وما إن تبدأ إحداهن بإعدادها إلا وتسمع صرخة قوية ترن في أوصال المطبخ، لا تجزع عزيزة القاريء، فما هي إلا "شهقة الملوخية الأصيلة" لا تقلي بأنك مصري ولم تسمعها من قبل في منزلك، صحيح بأنها فقدت معناها القديم، إلا أنها عادة قديمة محببة تفضل ربات المنزل بفعلها كتميمة حظ وبشرة خير.
في السابق كان كثير من المصريين يعتقدون في أن لشهقة الملوخية أثر السحر، على إعداد أحلى طبق ملوخية، ونظرًا لأنه كلام يخلو من المنطق والصحة فلم تعد هذه العادة منتشرة كسابقها، ولكن هل سألت والدتك أو تساءلت أنت لماذا تشهق النساء في الملوخية، وما علاقتها بحلاوة طعم الملوخية، تعالوا لنسرد معًا بعض القصص القديمة عن أصل هذه العادة.
القصة الأولى الست بهية وأحلى طاجن ملوخية
لنفترض معًا بأن أسمها بهية، فلم تذكر الأسطورة الشعبية اسم السيدة الريفية التي كانت تطهو الملوخية فوق الحطب، والطيور والدجاج التي تربيه كان يتحلق حولها، وكانت إذا أرادت تفريق الطيور لوضع الحلة على الأرض كانت تشهق، شاهدتها بعض النسوة وعند السؤال تفاخرت بأن هذه العادة "بتخلي الملوخية بتاعتي زي السكر".
الشهقة وقطع الرقبة
تعد هذه الرواية أكثر الروايات شهرة عن أصل شهقة الملوخية، إذا ذكر أن ملك من ملوك الدولة الفاطمية المعروف عشقهم للملوخية، كان جائعًا وكان إذا جاع غضب، فنادى على طباخ القصر وطلب منه صنع طبق من الملوخية، وتوعده بالقتل وقطع رقبته إن لم يحضرها ساخنة شهية وبسرعة، وبينما الطباخ المسكين منشغل بتحضير الملوخية، دخل عليه الحراس فجأة، فشهق من الخوف أثناء إعدادها معتقدًا أن الملك قرر قتله، لكن لم يكن الأمر كما توقع، وأعجب الملك بالملوخية وكافأ الطباخ، فأصيح يشهق في كل مرة يقوم بإعدادها حتى تخرج بأفضل صورة.
ومهما كان السبب الحقيقي الذي أدى لأختراع الملوخية، فإن السيدات المصريات برعن في تحويل هذه الأسطورة إلى عادة محببة جميلة نتفرد بها وباتت مرتبطة بالمطبخ المصري فقط.
