من منا لا يشم رائحة أكل والدته في كل وقت
يقترب من المطبخ يعد صنفًا تعلمه في الأصل منها؟، من منا لا يبتسم عندما يتذكر
تفاصيله معها ومشاكستها حين خطف شيء من الأكل ثم الجري؟، من غيرهن
يعطينا أسرار الطبخ عن طيب خاطر ومحبة؟، فكيف إذا كانت تلك الأم شخصية حالمة
رومانسية أذابت قلوبنا بأكثر العبارات الخالدة في السينما المصرية؟، من منا ينسى
فيلم "حبيبي دائمًا" فلا يبكي كل مرة كأنه يشاهده للمرة الأولى؟، كوثر هيكل واحدة من
الكاتبات التي تركت بصمة لن تنسى في السينما والدراما المصرية، ولأن "اللي
خلف مماتش" يحاور "Food Today" ابنتها كاتبة الأطفال الجميلة "سماح أبو بكر عزت"، لتحدثنا
عن أسرارهما سويًا في المطبخ، وعما كان يحبه والدها النجم الراحل "أبو بكر عزت" من
يدها ويد زوجته كوثر هيكل.
تروي عن أكلات جدتها المقدمة بكل حب
تبدأ سماح أبو بكر كلامها عن
طفولتها، التي قضتها في بيت جدتها لأمها، التي تأثرت بها للدرجة التي أصبحت هي
أيقونة حياتها، تحكي عنها بحب وتقول: " كانت تجيد الطبخ بمهارة رهيبة، وتتفنن
في ابتكار الوصفات وطبخها، لم يكن إبداعها في "أن نفسها حلو في الأكل" ـ كما كنا نسمع طوال الوقت، إنما كانت تجيد تنسيق الأطباق بشكل مبهر وملفت في نفس الوقت، فتسر العين مع المعدة، أما الطعم، فهو أجمل الحكايات التي لم أكتب عن جمالها
بعد.
رائحة الكسكسي تغزو المنزل
وتتابع أبو بكر، أن "أصول جدتي من المغرب، فكانت
تصنع الكسكسي بطعامة لا مثيل لها، تصنعه بنفسها من الألف إلى الياء، كنت أجلس إلى
جوارها وهي تعده خطوة بخطوة، كانت أشبه بالخيال، الصورة حية في مخيلتي إلى الآن،
استحضرها بسهولة كلما افتقدتها، بل أشم رائحة الكسكسي وهي تغرفه في الأطباق ساخنًا يداعبه الدخان هاربًا من الطبق إلى كل غرف المنزل، ليخربهم أن بالبيت اليوم كسكسي
الجدة، فلم يكن على أيامها معروف في المحلات، ولم يكن يباع حتى، "فيابخت البيت
الذي تتقن سيدة فيه صنعه على الطريقة المغربية"، وأردفت: أنها كانت تصنعه مرة "حلو ومرة حادق"،
ويوم يعرف الجميع أنها ستعده، ينتظرونه منها بفارغ شوقهم، وتعلمته أمي كذلك منها".
كانت تستخدم القرفة في أغلب أكلاتها
كشفت لنا سماح عن نصائح والدتها في
المطبخ: "كانت تخبرني بضورة الاهتمام بكل تفصيلة صغيرة أثناء الطبخ، لأن
تفصيلة بسيطة نظن أنها لا تهم قد تفسد الأكلة كلها، كأن نضع خضار غير طازج مثلًا، لم
يكن يعجبها ذلك وتقول لي "الطعم بيفرق"، وهكذا كانت تفعل في كل تفاصيل
حياتها، وليس المطبخ فقط، في أناقتها واختيارها لملابسها، شغلها وكتاباتها، اهتمامها
بالتفاصيل الصغيرة كان يخلق لها حياة أكثر تنظيمًا وجمالًا، وواحدة من أهم أسرارها في الطبخ،
تعلمتها منها؛ أنها كانت تستخدم القرفة في أغلب أكلاتها، حلو أو حادق، أما الحبهان
والمستكة فجعلتي أتعود ألا ينتهيان أبدًا من مطبخي".
طبق "أم علي" من يد أم علي
تجيد سماح أبو بكر إعداد أحلى طبق أم
علي، ولا تعلم ما إذا كانت أجادت صنعه لأن ابنها اسمه علي، أم لأنها تحبها
أصلًا، المهم أنها عُرفت في العائلة بأجمل طبق "أم علي"، ويحلف أنها
الأجمل على الأطلاق من كل المحلات المعروفة، تضحك وهي تخبرني: "من يومها وصرت
أم علي اسمًا وصنعة".
All rights reserved. food today eg © 2022