leftlogo

ابنة أبو بكر عزت تروي لـ"Food Today" حكايات الأكل من مطبخ جدتها

A A A
سماح أبو بكر عزت
سماح أبو بكر عزت

من منا لا يشم رائحة أكل والدته في كل وقت يقترب من المطبخ يعد صنفًا تعلمه في الأصل منها؟، من منا لا يبتسم عندما يتذكر تفاصيله معها ومشاكستها حين خطف شيء من الأكل ثم الجري؟، من غيرهن يعطينا أسرار الطبخ عن طيب خاطر ومحبة؟، فكيف إذا كانت تلك الأم شخصية حالمة رومانسية أذابت قلوبنا بأكثر العبارات الخالدة في السينما المصرية؟، من منا ينسى فيلم "حبيبي دائمًا" فلا يبكي كل مرة كأنه يشاهده للمرة الأولى؟، كوثر هيكل واحدة من الكاتبات التي تركت بصمة لن تنسى في السينما والدراما المصرية، ولأن "اللي خلف مماتش" يحاور "Food Today" ابنتها كاتبة الأطفال الجميلة "سماح أبو بكر عزت"، لتحدثنا عن أسرارهما سويًا في المطبخ، وعما كان يحبه والدها النجم الراحل "أبو بكر عزت" من يدها ويد زوجته كوثر هيكل.

بيت الجدة و"أيقونة حياتها"


تروي عن أكلات جدتها المقدمة بكل حب

تبدأ سماح أبو بكر كلامها عن طفولتها، التي قضتها في بيت جدتها لأمها، التي تأثرت بها للدرجة التي أصبحت هي أيقونة حياتها، تحكي عنها بحب وتقول: " كانت تجيد الطبخ بمهارة رهيبة، وتتفنن في ابتكار الوصفات وطبخها، لم يكن إبداعها في "أن نفسها حلو في الأكل" ـ كما كنا نسمع طوال الوقت، إنما كانت تجيد تنسيق الأطباق بشكل مبهر وملفت في نفس الوقت، فتسر العين مع المعدة، أما الطعم، فهو أجمل الحكايات التي لم أكتب عن جمالها بعد.

كسكسي جدتها المغربية

رائحة الكسكسي تغزو المنزل

وتتابع أبو بكر، أن "أصول جدتي من المغرب، فكانت تصنع الكسكسي بطعامة لا مثيل لها، تصنعه بنفسها من الألف إلى الياء، كنت أجلس إلى جوارها وهي تعده خطوة بخطوة، كانت أشبه بالخيال، الصورة حية في مخيلتي إلى الآن، استحضرها بسهولة كلما افتقدتها، بل أشم رائحة الكسكسي وهي تغرفه في الأطباق ساخنًا يداعبه الدخان هاربًا من الطبق إلى كل غرف المنزل، ليخربهم أن بالبيت اليوم كسكسي الجدة، فلم يكن على أيامها معروف في المحلات، ولم يكن يباع حتى، "فيابخت البيت الذي تتقن سيدة فيه صنعه على الطريقة المغربية"، وأردفت: أنها كانت تصنعه مرة "حلو ومرة حادق"، ويوم يعرف الجميع أنها ستعده، ينتظرونه منها بفارغ شوقهم، وتعلمته أمي كذلك منها".

أكل ماما كوثر


إن كانت أكلة الجدة هي الأكلة التي تتذكرها من طفولتها، فماذا عن أحلى أكلة من يد والدتها الجميلة الكاتبة "كوثر هيكل" صاحبة الروائع الرومانسية للسينما "دمي ودموعي وابتساماتي"، "حبيبي دائمًا" و"عذراء والشعر الأبيض"؟؛ وتحكي عنها سماح وتقول: "ورثت أمي "النفس الحلو" في الأكل من جدتي، كانت تعد أحلى ملوخية في العائلة نشمها من آخر الشارع، كنت أراها  تطبخ تمامًا كأنها تكتب سيناريو فيلم تحبه، تتفنن في خلط المكونات بالملي، في شكل الطبق، في طريقة التسوية، في كل التفاصيل مهما كانت بساطة الأكلة، وعن طبق الملوخية بالتحديد، لم أذق في طعامته في أي بيت لا في حياتها ولا بعدها.

في المطبخ ماتحبش شريك

وتتابع ابنة أبو بكر عزت عن أمها، أنها لم تكن تحب أن يقف معها أحد في المطبخ، ربما تناولها شيئا من باب المساعدة، لكن لا تطل الوقوف معها، تتعلم من بعيد، ممكن، لكن توكل لها مهمة التجربة، مستحيل، فظلت تفعل ذلك بمفردها وهي مستمتعة إلى أقصى حد، إلى أن انتقلت سماح إلى بيتها، فهادتها أمها كوثر كل الطرق والنصائح الغالية في المطبخ، وأعطتها معهما كل الثقة في أن تأكل من يدها، فكانت تعشق منها المكرونة الباشميل، وكباب الحلة بالجزر والبطاطس.

تخبز الحلويات بفرحة كتابة الحودايت

وكما تجرب سماح أبو بكر الكتابة عن كل شيء في الحواديت والقصص وتستمتع بسردها مع أطفالها، أما في ورش الحكي المختلفة التي تشارك فيها طوال الوقت، أو حين يقرأونها بمفردهم، تستمع أيضًا بالحماس نفسه حين تجرب صنع الحلويات، لا يهمها أن تفشل مرة، يكفيها أن تخبز بيدها وأن تنجح في مرة فيذوق أحدهم ما صنعت معبرًا عن جمال ما صنعت بكلمة "الله" تمامًا حين ينطقون عند قراءة حواديتها المشوقة، لم تكن والدتها محبة لصنع الحلويات، فتفوقت الابنة على أمها في حب التجربة والتحدي.


أهم نصايح كوثر هيكل في المطبخ

كانت تستخدم القرفة في أغلب أكلاتها
كشفت لنا سماح عن نصائح والدتها في المطبخ: "كانت تخبرني بضورة الاهتمام بكل تفصيلة صغيرة أثناء الطبخ، لأن تفصيلة بسيطة نظن أنها لا تهم قد تفسد الأكلة كلها، كأن نضع خضار غير طازج مثلًا، لم يكن يعجبها ذلك وتقول لي "الطعم بيفرق"، وهكذا كانت تفعل في كل تفاصيل حياتها، وليس المطبخ فقط، في أناقتها واختيارها لملابسها، شغلها وكتاباتها، اهتمامها بالتفاصيل الصغيرة كان يخلق لها حياة أكثر تنظيمًا وجمالًا، وواحدة من أهم أسرارها في الطبخ، تعلمتها منها؛ أنها كانت تستخدم القرفة في أغلب أكلاتها، حلو أو حادق، أما الحبهان والمستكة فجعلتي أتعود ألا ينتهيان أبدًا من مطبخي".

أم علي تطبخ أحلى أم علي

طبق "أم علي" من يد أم علي

تجيد سماح أبو بكر إعداد أحلى طبق أم علي، ولا تعلم ما إذا كانت أجادت صنعه لأن ابنها اسمه علي، أم لأنها تحبها أصلًا، المهم أنها عُرفت في العائلة بأجمل طبق "أم علي"، ويحلف أنها الأجمل على الأطلاق من كل المحلات المعروفة، تضحك وهي تخبرني: "من يومها وصرت أم علي اسمًا وصنعة".

الأرز باللبن بالزعفران والمستكة


سألنا "أبو بكر"، عن وصفة سرية لأكلة مميزة ستقدمها لضيوف في بيتها، فقالت: "أحب جدًا الرز بلبن وأجيد صنعه بحكم المقربين، وأهم "تكاتي" فيه، أنني أصنعه بالزعفران والمستكة، يقللان من دسامته نسبيًا ويخفف من حلاوته وسكره، فتكون نتيجته رائعة خصوصًا لمن لا يحبون السكر الواضح في تلك الأطباق، سأعد لهم الأرز باللبن بلا شك"، ولكن قبل الرز، سأعزمهم على مسقعة باللحمة المفرومة والزبيب والصنوبر، واحدة من وصفات ماما الله يرحمها التي تعلمتها منها، مع صينية مكرونة بشاميل وكباب حلة".

كلام سماح أبو بكر عن الأكل كان شيقًا كأنها تحكي حدوتة من حواديتها، كانت تحكي أمها بحب وحنين، وعن الجميل الراحل أبو بكر عزت وهو يطلب منها بالتحديد في رمضان القطايف المقرمشة الهشة، لأنه أحبها منها هي عن أي محل وعن أي بيت أكلها فيه، كانت تستغرب طلبه لأنها تصنعها عادية، ولكنها كانت تفرح أنه خصها هي بهذا الطلب، فهي الابنة المدللة التي تتمنى لو تأتي بالعلم كله لأبيها بين يديه، حتى لو كان قطع القطايف.

من هي سماح أبو بكر عزت؟

كاتبة مصرية تخصصت في أدب الطفل والكتابة لهم، لها أكثر من 40 كتابًا تنوعت ما بين القصص والكتب التاريخية، أقامت العديد من ورش الكتابة للأطفال في مصر وفي بلدان أخرى، وحظيت بالتكريم والعديد من الجوائز داخل مصر وخارجها، وهي ابنة الممثل الراحل أبو بكر عزت، والكاتبة الراحلة كوثر هيكل.

advertisement

All rights reserved. food today eg © 2022