احذر الهوس بالطعام الصحي.. خطر على الصحة العامة ويحتاج العلاج

في مجتمع مهووس بالصحة، متى يصبح السعي إلى أن تكون "صحيًّا" أمرًا خطيرًا؟ متى تتحول إلى مشكلة؟ كثير من الناس على دراية باضطرابات الأكل الأكثر شيوعًا- فقدان الشهية العصبي، والشره المرضي العصبي، واضطراب نهم الطعام، لكن معظم الناس لا يعرفون اضطرابًا خطيرًا آخر في الأكل يعرف باسم orthorexia العصبي.

مرض Orthorexia 

يُعْرَف Orthorexia العصبي بأنه "البحث على الأكل الصالح"، وهناك انشغال بجودة ونقاء الطعام الذي تتناوله؛ وهاجس أن تكون "بصحة جيدة".. بمعنى آخر، هو يعني أن تكون مهووسًا بـ"الطعام النظيف، الخام، الطازج، العضوي، الخالي من الكائنات المعدلة وراثيًا"، وما إلى ذلك، بحيث يتعارض مع نوعية حياتك وقدرتك على المشاركة في فعاليات الأكل الاجتماعي.
إذا أزلنا كلمات مثل الوسواس، يمكن أن تبدو العملية طريقة "صحية" للعيش، ولكن لا تنخدع، لأن هذا ليس هو الحال! يمكن أن يسبب Orthorexia فقدان الوزن الشديد ومخاوف صحية، ويُعد Orthorexia مثالًا رائعًا على كيف أن الكثير من الأشياء التي يُنظر إليها على أنها مفيدة يمكن أن تكون ضارة.

مفاهيم التوازن والمرونة

يأخذ الدماغ المعلومات ويعالجها بشكل مختلف، ويمكن للدماغ النموذجي أن يفهم وينظم مفاهيم مثل التوازن والمرونة والاعتدال، ويواجه الدماغ الذي لديه ميولا أكثر استحواذاً صعوبة في إيجاد حل وسط، لذا إذا كنت مصابًا بالهوس، فقد تسمع أن أمراض القلب مفيدة للقلب، والآن تجد نفسك تمارس الرياضة بشكل قهري إلى حد غير صحي.
وإذا استسلمت للتفكير الأبيض والأسود، فقد تسمع أن الجزر مفيد للبصر وأن هذا التفكير يدفعك إلى تناول كمية معينة من الجزر يَوْمِيًّا، والآن، لا يمكنك تفويت يوم في صالة الألعاب الرياضية أو تناول وجبة دون استخدام الجزر! هذه الصلابة تجعل من الصعب أن تعيش حياة كاملة.

هوس Orthorexia 

هناك نوع من الفخر يأتي مع orthorexia، فقد يكون هناك شعور بالتفوق من حيث إنك تأكل وتمارس الرياضة بأفضل طريقة ممكنة ولا يقوم أي شخص آخر بعمل رائع مثلك.
إنها طريقة خارجية لرفع الإحساس بانخفاض الذات، وقد تكون هناك زيادة مبدئية في احترام الذات، لكنها عادة لا تدوم حيث يوجد دائمًا شيء أكثر يمكنك القيام به، وهي طريقة لتكون "أكثر صحة" وبالتالي أكثر عدلاً وكمالًا.
Orthorexia هو اضطراب مخيف للغاية، وغالبًا ما يبدأ من نظام غذائي بسيط يبدو غير ضار، ويميل المجتمع إلى مدح أولئك الذين يدرجون أو يستبعدون بعض الأطعمة؛ وقد يبدو لمعظم الناس أن شخصًا ما في المراحل الأولى يقوم بتحسين نمط حياته واتخاذ خيارات صحية، ويتم تبجيل "المتابع للحمية" لما يُنظر إليه على أنه نظام صحي، وفي البداية قد يكون من الصعب إدراك وجود مشكلة، ولكن سرعان ما يتضح أن لديك مشكلة عندما لا يمكنك الذهاب إلى منزل صديقك لتناول العشاء أو تناول الطعام في مطعمك المفضل.

خطر على الصحة

مع تزايد هوسك بالنقاء، يصبح نظامك الغذائي مقيدًا للغاية، وبمرور الوقت، نشهد انخفاضًا في التنوع وتناول السعرات الحرارية، ما قد يؤدي إلى مضاعفات اجتماعية وفسيولوجية وطبية، وتتعرض صحتك للخطر عندما تعاني من نقص التغذية وعندما لا تحصل أجهزة الجسم وأعضائك على الطاقة الكافية، ما بدأ كطريقة "صحية" أصبح الشيء نفسه الذي يسبب الضرر.

تحول الرغبة في الأكل الصحي إلى اضطراب

فيما يلي بعض العلامات لمساعدتك في التعرف على علامات أورثوركسيا:
- التخلص من أنواع معينة من الأطعمة التي قد لا ينظر إليها المريض على أنها "نقية" مثل الألوان الاصطناعية والنكهات والمواد الحافظة والأطعمة التي ربما تم تعديلها وراثيًا أو كيميائيًا أو معالجتها بمبيدات الآفات.
- الابتعاد عن بعض فئات الطعام التي يعتبرها المجتمع "غير صحية"
- انخفاض في مجموعة متنوعة من الأطعمة
- فقدان الوزن
- رفض تناول طعام لعدم معرفة طريقة تحضيره (على سبيل المثال: في مطعم)
- رفض أكل طعام لم يحضروه بأنفسهم
- رفض تناول الأطعمة التي لم يتم إنتاجها أو تحضيرها بالطريقة التي يعتبرونها نقية
إذا بدت أي من هذه العلامات مألوفة، فمن الضروري أن تطلب المساعدة، ومن المهم أيضًا التحدث إلى من تحب إذا كنت تعتقد أنه يعاني من Orthorexia .
لذا تبدأ طريقة العلاج بالعثور طبيب متخصص، أو أخصائي تغذية، ويمكن للقائم على العلاج المساعدة في تكوين فريق يضم جميع التخصصات المطلوبة، وهنا قد يكون التعافي ممكنًا.