للفول مكانته في قلوب المصريين، وسواء كنت تحبه أم لا، فأنت حتمًا تستخدم العبارات والأمثال الشعبية التي تتحدث عنه، من بين هذه الأمثال، المثل الشعبي «اقلب القدرة على فومها تطلع البنت لأمها»، يتحدث باختصار عن التشابه في الصفات والتصرفات بين الأم وابنتها، ولكن لماذا الفول، وما سر اختراع هذه المقولة المشهورة، تعالوا لنعرف القصص الشائعة التي وردت على ألسن الأقدمين حول هذا المثل الشعبي القديم.
القصة الأولى للمثل الشعبي «اقلب القدرة على فومها»
تعد هذه هي أشهر الروايات التي وردت عن أصل المثل الشعبي، يحكى أن بائع فول في مصر القديمة، كان يستعين بزوجته في حمل «قدرة الفول» من المنزل إلى عربة الفول استعدادًا لنقلها إلى السوق، ولكنها في كل مرة تقوم بقلبها ويسقط ما داخلها من فول، حتى سئم البائع وطلقها بسبب إهمالها وبلادتها، وقرر الاستعانة بابنته في حمل القدرة، التي فعلت كما فعلت أمها، وأوقعت قدرة الفول على الأرض، تعجب الرجل وردد مقولة «اقلب القدرة على فومها تطلع البت لأمها».
القصة الثانية للمثل الشعبي «اقلب القدرة على فومها»
أما الرواية الثانية في أصل المثل الشعبي «اقلب القدرة على فومها»، تعود الأحداث إلى القاهرة القديمة تحديدًا حي العتبة، كانت أم أرملة جميلة قد انجبت طفلة وحيدة، وكانت دائمًا قلقة على مستقبلها، فذهبت ذات يوم إلى قاريء ودع لتسألها عن مستقبل ابنتها وتصنع لها "حجاب" والحجاب هو تميمة تعلق في الرقبة أو تحفظ في مكان ما كنوع من الحماية للشخص وتميمة حظ.
قامت الأم بـ"وشوشة" الودع الذي أعطه لها العرافة، ووضعته في قدرة صغيرة، ثم قلبتها، لتخبر الأم أن مصير الأبنة كمصير الأم، وبدأت تردد «قلبنا القدرة على فومها.. طلعت البت لأمها»، انتشرت المقولة وأصبحت مثل شعبي يقال في مواقف عدة.
قدرة الفول وسيلة للنداء
القصة الأخيرة عن أصل المثل الشعبي، وهي أقدم الروايات تعود للحكم العثماني، وكان ممنوع في هذه الفترة على الفتيات الصغيرات الصعود لأسطح البيوت لنشر لغسيل مثلا أو إطعام الطيور، وكانت هذه المهمة مقتصرة على الأمهات فقط.
ومن الشائع وقتها أن يتم عدم مناداة البنات والسيدات بأسمائهن، وللتحايل على هذا الأمر كانت الأمهات حين يردن النداء على بناتهم يقمن بقلب القدرة والنقر عليها، لإصدار صوت عالي تسمعه الفتيات وتصعد لتلبية النداء، وكانت الصغيرات حين تجد القدرة مقلوبة تعرف على الفور أن والدتها تريدها، ولا نعلم كيف تحرفت هذه العادة لتصبح مثلُا شعبيًا.
