وراء كل أكلة حدوتة لا يعلمها الكثير من عُشاقها، وكعادة FoodToday تكشف الأسرار الخاصة بالوجبات خلال التقارير التي تقدمها عبر موقعها المتخصص في عالم الأغذية والمشروبات، واليوم وخلال السطور التالية، وبمناسبة أعياد شم النسيم، نكشف حكاية «الرنجة» وأصلها وطريقة عملها، وغيرها من الأسئلة التي تراود العديد عُشاقها.
أصل الرنجة مصرية أم هولندية
وللإجابة على أول سؤال تمثل في أصل الرنجة «مصرية أم هولندية»، ذكر المؤرخ
الإغريقي هيرودوت، أن قدماء المصريين كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم، ويرون
أن أكله مفيد في وقت معين من السنة وكانوا يفضلون نوعًا معينًا لتمليحه وحفظه
للعيد، أطلقوا عليه اسم «بور»، هو الاسم الذي حور في اللغة القبطية إلى «يور»، وما
زال يطلق عليه حتى الآن، ورغم ذلك أكد المؤرخ الإغريقي، أنه لم يعلم أصل الرنجة ما إذا كانت مصرية أم لا.
تعتبر أكلة «الرنجة» حالة عشق لا يقاومها صغير أو كبير باختلاف
طرق تقديمها، مشوية أو في السلطة، أو مع الطحينة، دلعة أو حادقة، وظلت الرنجة على
طول السنين أكلة المصريين المفضلة في مواسم الأعياد وشم النسيم وما دونها. وإلا ما بلغت قيمة الواردات المصرية من أسماك الرنجة
العام الماضي نحو 268 مليون 335 ألف جنيه.
قصة هولندا مع الرنجة
لكن ربما
ما لا يعرفه الكثيرون أن الرنجة أصلها ليس فرعوني ولا مصري من الأساس، الرنجة
أصلها هولندي لأنها أسماك محيطات، تعالى نقولك في Food
Today قصة هولندا مع الرنجة، ونحكيلك عن أقدم مصنع
ليها في مصر وما مراحل تصنيعها في مصر.
كتاب الرنجة قصة حب طويلة
ألف الهولندي يدعى هاوب ستام
كتابا عن تاريخ الرنجة وأهميتها لهولندا، عنوان الكتاب «الرنجة قصة حب طويلة»، فهولندا واحدة من أهم
الدول التي اشتهرت بصيد هذا النوع من السمك وصناعته من آلاف السنين.
فحسب الصحف العالمية، فإن موسم الصيد فى هولندا يكون فى بداية شهر يونيو
من كل عام، ويتم صيد حوالى 2.3 مليون طن من سمك "الرنجة" كل عام، إلا أن اكتشاف الرنجة بشكلها الحالي صدفة بالتحديد في السويد بالقرن الـ15، حيث كان الصيادون يستخدمون الملح لحفظ الطعام من التعفن،
باستخدام تركيز 6%، ونتيجة لارتفاع سعر الملح، فاضطر الصيادون لاستخدام نصف كمية
الملح، مما أدى إلى تخمّر السمك وتعفنه، وعندما وصلوا إلى فنلندا قاموا ببيع الأسماك هناك
باعتبارها فاسدةً.
كيف ظهرت الرنجة
وتكشف سجلات السويد التاريخية عن تفاصيل القصة
بعد مرور عام، أثناء زيارة الصيادين للمدينة التي سبق وباعوا فيها السمك، وكانت
المفاجأة أنهم تلقوا استفسارًا من أحد الفنلنديين عمّا إذا ما كان لديهم من السمك
الذي باعوه لهم قبل عام، فقرر السويديون إعادة تجربة التمليح بنصف الكمية وجربوه
وأعجبهم وأصبح نوعًا من أكل الفقراء والأغنياء أيضا حتى القرن الـ19، وبداية القرن الـ20.
مصنع الهلال والنجمة للتصنيع الرنجة
«الهلال والنجمة» و«الشمس»، كانت
أول مصانع للرنجة في مصر، بدايةً من الثمانينيات باستيراد سمكة "الهارنج"
من هولندا وتصنيعها بدلًا من استيراد الرنجة مدخنة، فكانت البداية بمصنع النجمة الذي اُنشئ بمنطقة البراجيل بالقرب من إمبابة بمحافظة الجيزة، ومن مصنع الهلال إلى مصنع الشمس، أخذت الصناعة تزدهر في مصر، حتى صرنا نصدرها
للدول العربية.
كيف تصنع الرنجة؟
حسب تصريحات أحد أصحاب مصانع لتصنيع الرنجة
المدخنة بدمنهور، عرفنا أن خطوات تصنيع
الرنجة تبدأ من استيراد الأسماك مجمدة، التي غالبا ما تأتي من هولندا، وبعدها يتم وضعها في أحواض من السيراميك ويوضع عليها طبقة من الأملاح الجيدة
وتغطيتها بالكامل، حيث توضع طبقة رنجة وطبقة ملح وهكذا وتترك لمدة يوم أو يومين،
ثم يتم إخراجها من الحوض، وتعلق على أسياخ من خياشيمها، وترش عليها مياه
لإزالة الملح الموجود على سطح السمكة،
وتترك حتى تجف فى مدة قد تصل إلى 5 ساعات أسفل المراوح، وتأتى بعد ذلك الخطوة الأخيرة وهي التدخين ويتم تعبئتها وتغليفها في صناديق خشب أو ورقية.
واردات مصر من الرنجة
سجلت الواردات المصرية من الرنجة ارتفاعا ملحوظا
في الفترة الأخيرة، حيث بلغت قيمة الواردات المصرية من أسماك الرنجة نحو 268 مليون
335 ألف جنيه "17 مليون و889 ألف دولار" في شهر نوفمبر الماضي، بينما
كان نحو 229 مليون و335 ألف جنيه "15 مليون و289 ألف دولار" في شهر
نوفمبر عام 2020، بزيادة بلغت نحو 39 مليون جنيه "2 مليون و600 ألف
دولار".