في المرة المقبلة التي تطلب فيها طبق من السلطعون الأحمر أو الكابوريا الغني باللحم المغذي في أي دولة أوروبية، يجب أن تتأكد أولا بأن في محفظتك ما يعادل ٤٦ ألف دولار أولا، فهذا الطبق البحري الذيذ الموجود والشائع في دول أمريكا الشمالية، هو أغلى الأطباق البحرية بعد إطباق الكافيار وسوشي التونة الزرقاء.
وبسبب شيوع هذا الطبق اللذيذ قديمًا كان يسمى بقمامة البحر، وقدم لسنوات عدة للمساجين والفقراء في أوروبا، فكيف تحول هذا الطبق ليصبح بهذا الثمن؟!.
تاريخ طبق السلطعون الأحمر
في القرن الخامس عشر، عندما وصل الأوروبيون إلى أمريكا الشمالية وجدوا على الشواطيء سلطعونات متكدسة لدرجة أنهم أطلقوا عليه اسم قمامة البحر، أو صراصير البحر، بل ومن شدة وفرتها كانت توزع بالمجان وخاصة على الفقراء والمساجين، ولم يتم تداوله في المطاعم أبدًا ولا في بيوت الأثرياء حتى القرن التاسع عشر.
كيف تحول لطبق الأثرياء
في القرن التاسع عشر، قام التجار بتصدير السلطعون أو الكابوريا بعيدًا عن المناطق الساحلية، وحول البلدان المجاورة ليتحول إلى أكثر الأطعمة شيوعًا، ومع زيادة الطلب تضخم سعره.
سبب في سعره الباهظ
في التسعينيات بدأ تسويق السلطعون لفوائده الكثير خاصا فائدة المحفزة على تقوية الأداء الجنسي، فأقبل عليه الأثرياء ممن يستطيعون تحمل سعره الذي وصل اليوم لـ ٤٦ ألف دولار.
هناك سبب أخر في سعره المرتفع، هو أن السلطعون لم يعد متوفرًا كالسابق عهده، بالإضافة إلى هجرة ملايين السلطعونات الحمراء بدايةً من موسم الأمطار الذي يكون عادة بين شهري أكتوبر ونوفمبر، حيث ينطلق أكثر من 50 مليون سلطعون بالغ من الغابة إلى الساحل بغرض التكاثر، وذلك في رحلة تستغرق حوالي خمسة إلى سبعة أيام.
وأثناء هذه الرحلة تتعرض العديد من السلطعونات إلى الموت بسبب السيارات المارة ودهس بعضها البعض، ومن العجيب، أن السلطعونات تتغذى على السلطعونات الأخرى التي تموت، مما يعطيها القدرة على مواصلة هجرتها للتكاثر.
فوائد السلطعون الصحية
يحتوى لحم سرطان البحر أو السلطعون، على احتواء على كميات عالية من النحاس وفيتامين ب 12 والسيلينيوم وأحماض أوميغا 3، وتناوله قد يساعد على تحسين صحة الجهاز العصبي، وتخفيف الالتهابات في المسارات العصبية المختلفة في الجسم، وتحسين الإدراك وتقوية الذاكرة، وتقوية الخلايا العصبية، وتقوية الأداء الجنسي وتقوية جهاز المناعة أيضا.
