هل تعلم أن الشاي والحليب لم يمتزجا معًا إلا بالصدفة البحتة، ولم يكن ضمن المشروبات الرسمية المتعارف عليها والتي يشربها الناس في العالم، وهناك قصة طريفة وعجيبة لبداية الشاي المحبب الشاي بالحليب، فإذا كنت ممن يحب بدأ يومه بشرب شاي بالحليب، فمن حقك معرفة من له الفضل باختراع أول كوب شاي بالحليب في العالم؟
النسخة الأولى لإضافة الحليب إلى الشاي جاءت من جبال التبت في القرن العاشر، والسبب في ذلك يتعلق بطبيعة المنطقة الجبلية الباردة التي اضطرت السكان لاختراع مشروب دسم للتدفئة مكون من الشاي مضاف إلى حليب الياك الدسم.
ويبدو أن إضافة الحليب للشاي دائمًا ما كانت المنقذة ولا عجب أن الشاي بالحليب من المشروبات الشائعة والشهيرة في كل دول العالم.
غير مذاق الشاي الهندي السيء
هناك روايتين بدأ من عندهما مشروب الشاي بالحليب، أولهما أن تاريخه يبدأ من الرحلات التجارية للشاي من الهند للبلدان الأخرى، وكانت هذه الرحلات البحرية الطويلة التي يقضيها الشاي الأسود وتيارات الهواء التي يتعرض لها، تؤثر على مذاقه ونكهته القوية، ما دفع الناس إلى كسر مذاقه السيء بإضافة الليمون والحليب، وشاع إضافة الحليب إلى الشاي على الموائد الأنجليزية المحبة لاحتساء الشاي.
حفظ أكواب مدام دي لا سابليير الغالية
أما الرواية الأخرى فهي في أحد الصالونات المرموقة في فرنسا، وهو صالون مدام دي لا سابليير، والتي كانت سيدة مجتمعات ارستقراطية فرنسية مرموقة، وكانت هذه السيدة معروفة باستضافتها لرجال المجتمع المرموقين بباريس إلى صالونها وتقديم الشاي لهم أثناء الجلسات، وكانت تفكر في طريقة تحفظ أكوابها الفريدة المصنوعة من البورسلين الرقيق الذي لا يتحمل سخونة الشاي، فقررت إضافة الحليب للتخفف من سخونة الشاي، وشاع من وقتها إضافة الحليب البارد إلى الشاي في فرنسا.
حيلة لأصحاب المصانع في إنجلترا
من الطبقات الأرستقراطية في فرنسا إلى طبقة العمال في المصانع الإنجليزية، بدأت قصة أخرى للشاي بالحليب، حيث فكر أصحاب المصانع عن طريقة لتقليل فترات الراحة التي يستغرقها العمال في شرب الشاي الساخن، فقرروا إضافة الحليب للشاي لتقليل سخونته وشربه بسرعة، وبالتالي تقليل أوقات الراحة، وسرعان ما انتشرت الفكرة في باقي المصانع ثم انتقلت لمنازل هؤلاء العمال وأسرهم وباقي المجتمع العامل بانجلترا.