كما نأكل نحن اليوم الأبقار والجمال والجاموس، كان أجدادنا المصريين يأكلون حيوان ضخم يزن أكثر من 2000 كيلو جرام، وهو حيوان فرس النهر أحد أضخم الحيوانات في العالم، ولكن لماذا فضل الفراعنة تناول لحم فرس النهر عن المصادر الحيوانية الأخرى من اللحوم؟
كيف يتم اصطياد فرس النهار
على الرغم من خوف المصريين القدماء من حيوان فرس النهر وتبجيله إلا أنهم كانوا يقومون بأصطياده وتناوله، ولم يكن اصطياد هذا الحيوان الضخم أمر سهل، بل كان أمر عثر يستلزم تدريب مكثف، حتى أن البرديات القديمة تروي لنا أنه كان هناك وظيفة شائعة ذلك الوقت وهو صياد فرس النهر الذي كان يخضع لكثير من التمرينات المكثفة واللياقة البدنية والسرعة، حيث أن حيوان فرس النهر في ساعات الليل يصبح حيوان شرس عدواني لن تحب أبدًا الاقتراب منه، وهناك مخطوطات طبية قديمة، توضح مدى خطورة عضة فرس النهر وكيفية علاجها.
لماذ تناول المصريون فرس النهر بدلًا الأبقار
كان المصريون القدماء يستخدمون الأبقار والجاموس في الرعي والتنقل والزراعة وكذلك الجمال التي كانت هي أيضًا تستخدم في التنقل وحمل البضائع وغيرها، ونادرًا ما كان المصريون يقمون بذبح بقرة أو جاموسة تستخدم في الرعي والزراعة، وبدلًا منه وجدوا أن وأقرب في المذاق هو لحم أفراس النهر، ولحم النعام، وكان يعتقد وفقًا لعالمة الآثار، منة الله الدري، المتخصصة في علم الآثار وتاريخ الطعام في مصر، أن المصريون القدماء كانوا يعتقدوا أن لحم أفراس البحر أكثر قيمة من لحوم الأبقار، لذا قاموا بتقديمها بشكل خاص لبناة الأهرامات من العمال والحمالين وغيرهم لإمدادهم بالطاقة والقوة.
اللحوم في مصر الفرعونية
شكلت اللحوم في مصر القديمة جزء كبير من الحياة، ونقوش المتاحف والمقابر تخبرنا عادتهم المتعلقة بالحيوان، سواء في الصيد والمطاردة، أو في الشي والطهي، أو حتى في التحنيط لتكون أحد الوجبات الأساسية في للحياة الأخرى.
تشمل مومياوات اللحوم في "وليمة الآخرة" المعروضة في المتحف المصري البط والحمام وأرجل اللحم البقري المشوي وذيل الثور للحساء، ولحوم أفراس النهر وغيرها، والتي تم تجفيفها جميعًا ولفها في الكتان ومعبأة في سلة طعام كبيرة كوليمة في الحياة الآخرة.
كما تم العثور على الكثير من العظام من الحيوانات المذبوحة، تُظهر النقوش المحفورة قدماء المصريين وهم يصطادون أفراس النهر.ومجموعة متنوعة من الحيوانات البرية ويستخدمون الشباك لصيد الطيور وكذلك الأسماك.
