"الفول البلدي: طعام الأجداد ووجبة الأبطال"
في قلب المطبخ المصري، يحتل الفول البلدي مكانة عريقة، فهو ليس مجرد طعام بسيط، بل هو جزء من التراث والثقافة. يُعرف الفول البلدي بقيمته الغذائية العالية وقدرته على توفير الطاقة للجسم، مما يجعله وجبة مثالية لبداية اليوم، فهو محصول زراعي مهم في مصر، وهو يأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد محصول القمح.
زراعة الفول البلدي:
يبدأ موسم زراعة الفول البلدي في مصر في شهر نوفمبر.
يصلح للزراعة في مختلف أنواع الأراضي ما عدا الأراضي المتأثرة بالملوحة.
يُفضل زراعة بذرة واحدة في “الجورة” للحصول على أعلى إنتاجية.
الإنتاجية والأصناف:
تم استنباط 12 صنفًا من الفول البلدي في مصر عالية الإنتاج ومقاومة للأمراض والآفات ومتحملة للهالوك.
الإنتاجية المحصولية للفدان تعد من أعلى الإنتاجية في العالم، حيث ارتفع متوسط الإنتاجية لمحصول الفول البلدي من 868 طن/فدان عام 1980 إلى 1.6 طن/فدان عام 20221.
الفول في الثقافة المصرية
يُعتبر الفول البلدي رمزًا للكرم والضيافة المصرية. يُقدم في الأعياد والمناسبات الخاصة، ويُشارك به الجيران والأصدقاء. كما أنه يُعد وجبة أساسية في شهر رمضان، حيث يُقدم على السحور ليمنح الصائمين الطاقة طوال اليوم.
الفول والصحة:
يحتوي الفول على بروتينات نباتية، ألياف، ومعادن مثل الحديد والمغنيسيوم، مما يجعله خيارًا صحيًا للجميع. كما أنه يُساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم ويُعزز الهضم، ويعتبر الفول البلدي من المصادر الغنية بالبروتين، حيث يحتوي على نسبة 24% بروتين والباقي كربوهيدرات.
يُعرف بـ “مسمار البطن” لأن الغالبية العظمى من المصريين يحرصون على تناوله صباحًا، وهو جزء أساسي من الوجبات الغذائية في الإفطار والغداء والعشاء.
التحديات والمشاكل:
تراجع المساحة المنزرعة بمحصول الفول البلدي بسبب مشاكل تسويقية وعدم وجود سعر ضمان للمزارع.
انخفاض نسبة الاكتفاء الذاتي من 100% إلى حوالي 32%.
زيادة السكان والحاجة المتزايدة للغذاء.
ختامًا:
الفول البلدي ليس مجرد طعام، بل هو جزء من هوية مصر ونسيجها الاجتماعي. يُعبر عن البساطة والعمق في الثقافة المصرية، ويُظهر كيف يمكن لوجبة واحدة أن تُشكل جسرًا بين الماضي والحاضر، وتُعزز الروابط بين الناس، لذلك يجب أن يستمر الاهتمام بتطوير أصنافه وتحسين ظروف زراعته لتحقيق الإنتاجية المثلى.