حكاية أكلة «حراق إصبعه»! وسر انتشارها في الشام.. هنقولك «القصة وما فيها»

 

نتناقل الكثير من الحكايات الشعبية من تراث الأجداد والجدات، لكن أجمل تلك الحكايات التي تكون عن الأكلات، ولأن الأكل يعبر عن ثقافة الشعوب اخترنا لكم أكلة شعبية من بلاد الشام وبالأخص من سوريا، وهي «حراق إصبعه»، ورغم غرابة الاسم إلا أنها من الأكلات المحببة جدا في سوريا ربما لمكوناتها اللذيذة والتي يشتهر بها المطبخ السوري مثل الرمان، فما هي الحكاية؟ ومن الذي احترق إصبعه من أجل هذه الأكلة؟.

مما تتكون حراق إصبعه؟

تتكون «حراق إصبعه» من العدس الأسود مع البصل والثوم والكزبرة والرمان ودبس الرمان والتمر الهندي ولا تستغرق سوى نصف ساعة لتحضيرها وهي من الأكلات السهلة في تحضيرها. 

تاريخها يمتد لـ 300 عامًا 

تقول الحكايات الشعبية المتداولة عن الأكلة، أنه قبل حوالي 300 عام، كان هناك امرأة فقيرة في دمشق، تقوم بإعداد الطعام، ولديها زوج شره ومحب للطعام جدا ولم يستطع الانتظار حتى تنتهي زوجته من إعداده فدخل المطبخ يتذوق كل شيء، وبينما كانت تعد زوجته أكلة جديدة لكسر الروتين، دخل الزوج ووضع إصبعه بالقدر ليتذوق فحُرِقت إصبعه وعندما دخل ابنهما ليسأل عن الأمر، ظنت الأم أن ابنها يسأل عما حلَّ بوالده فقالت له: «حرق إصبعه»، فظن الولد أن «حرق إصبعه»، وهي اسم الأكلة، وتم تداول الاسم، ثم تم تحريف فيما بعد إلى «حراق إصبعه».

رواية أخرى 

ولكن لأن الحكايات الشعبية والتراثية لا تنتهي فإن هناك رواية أخرى حول أًصل «حراق إصبعه»، تقول إنه كانت هناك امرأة فقيرة، مات زوجها وترك لها عدد من الأبناء وكانت تعمل في تنظيف بيوت الفقراء، لكنها كانت تأخذ مالها الذي كسبته معها في أي مكان وفي أحد المرات حينما أنهت تنظيف أحد المنازل أعجبت بما فعلته صاحبة الدار وقررت اهدائها مكافأة، مالية وشوال من العدس وآخر من التمر الهندي.

لكن وفي طريقها إلى البيت تعثرت فسقط منها كيس النقود وحينما عادت إلى البيت لم تجد ومع صراخ أطفالها من البكاء لم يكن من بد إلا أن تبتكر أكلة جديدة فصنعت العدس، وأضافت له التمر الهندي ليكسر طعمه ويكسبه طعمًا حمضيًا جديدًا، وبعد الانتهاء من تحضير الطعام الجديد، همّ أحد أطفالها بلمس الطعام بإصبعه فحرقه، ومن هذا الموقف سمّته «حراق إصبعه».

 حراق اصبعه