حكاية "السمبوسك".. أكلة صنعها الهنود وطورها المصريون عبر 1000 عام

تجدها على أغلب موائد العزومات، القطع الصغيرة اللذيذة التي لا يختلف عليها أحد، تؤكل محمرة في الزيت أو في الفرن، وسواء كانت محشوة بالخضروات أو بالجبن، أو باللحوم، وأيًا كان اسمها "السمبوسة، أو "السنبوسة"، أو "السمبوسك"، ولا حتى السنبوسج.  فإن وراء هذا المثلث الذهبي المقرمش حكاية بالتأكيد، نطلعك عليها في Food Today والتي ستكتشف منها أن اسمها ولا اسم مما سبق.

ابن بطوطة قال أصلها هندي

 اسمها الأصلي ساموسا
يبدو أن الرحالة "ابن بطوطة" لم يترك أكلة إلا وذكرها في كتابه الشهير "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، فحكى في كتابة أن تلك الاكلة أصلها هندي، وتعود إلى القرن العاشر وقال في كتابه إنه في زيارته للحاكم محمد بن تغلق في الهند، قدموا له عجين محشو باللحم المفروم واللوز ومقلي في الزيت ويعرف باسم (ساموسا)، إلا أنه أثناء هجرة المسلمين من الهند لشبه الجزيرة العربية، انتقلت معهم الأكلة وبالتحديد إلى اليمن. وبالتالي فإن الاسم الحقيقي لتلك الأكلة "ساموسا".

كيف انتشرت في العالم؟

أطلقوا عليها في السعودية "البّف"
رغم اختلاف المؤرخين على أصل هذا الطبق الشهي، إلا الاستعمار الإنجليزي لمنطقة الهند كان له دور في نشره بين الدول التي كانت تقع تحت الانتداب البريطاني، فبذلك خرج الطبق من الهند إلى إفريقيا والعالم، ومن مسلمي الهند إلى العالم العربي، ومن رحلات الحج انتقلت السمبوسة إلى الحجاز. وبعيدا عن كونها هندية الأصل، إلا أن السعودية واحدة من البلاد التي أبدعت في تلك الأكلة بالتأكيد وأضافت لها من تراثهم في المطبخ، فأطلقوا عليها "البّف"، وكان من ابتكارات أهل المدينة المنورة تحديدًا، ويتم حشوه باللحم المفروم مع البيض المسلوق والبصل والبقدونس ثم يتم تحميره.

أسماء أخرى

تسمى بريوات فى المغرب

في تونس تعرف بـ"البريك دنوني" بسبب عائلة أندلسية استقرت في تونس بعد سقوط بلادهم، ولكنها ظلت لها مكانة خاصة عند دول المغرب العربي والمناطق المحيطة بها؛ ففي المغرب مثلا تسمى "بريوات" وهي واحدة من الأكلات الأكثر شيوعًا هناك، ويتم حشوها باللوز والمكسرات وتقلى في الزيت، أما في الجزائر فمعروفة باسم "البورك".