حكاية المخللات مع الملوك.. كليوباترا اعتبرته رمز للجمال ونابليون تناوله لزيادة قوته

عرفت مصر قديمًا التخليل ونقلت طريقته للعالم كله، وربما يعود استخدام هذه التقنية لسنوات أبعد، إلا أن عملية تخليل الطعام تعود لبلاد بين النهرين في 2400 قبل الميلاد، وفقًا لمتحف نيويورك للأغذية.

في مصر كان للمخللات مكانة كبيرة، حيث اعتقدوا أن الأطعمة التي تغطى بالملح تزيد من القوة البدنية وتطرد الأرواح الشريرة التي تهاجم الجسد، وهذا ما بينته النقوش والرسوم على المعابد والمقابر.

أما أشهر ملوك مصر حبًا للمخللات فهي الملكة كليوباترا الجميلة، التي اعتقدت بأن المخلل يزيد من جمالها وصحتها، ونقلت هذا الحب ليوليوس قيصر الذي كان يأمر جنوده بتناول المخللات قبل المعركة لتعطيهم مزيدا من النشاط والقوة.

حتى أن الفيلسوف أرسطو أشاد بالخيار المخلل، وردد اعتقاد الملكة بأن المخللات ضرورية لحيوية الشخص وصحته.

في عام 900 بعد الميلاد، ظهرت طرق تجارية جديدة من الشرق، نقلت التوابل والأعشاب لأوروبا، وأدى هذا الأمر لانتشار تقنية التخليل.

وخلال عصر الاستكشاف، عانى العديد من البحارة في رحلاتهم عبر المحيطات من مرض نقص فيتامين سي، وكانوا يأخذون في رحلاتهم الطويلة المخللات خاصة مخلل الخيار، حتى أن كريستوفر كولومبوس جعل المخللات أولى الأطعمة التي أخذها معه عبر رحلاته، واللحوم والخضروات المحفوظة في الملح.

نفس الأمر فعله نابليون فقد جعل جيشه بتناول المخللات بانتظام، وكان مهتما بتطوير عملية التخليل، لدرجة أنه عرض ما يعادل 250 ألف دولار لأي شخص يمكنه تطوير طريقة لحفظ الطعام بأمان، وفاز بها نيكولاس أبيرت عام 1809، والذي اكتشف أنه إذا قمت بإزالة الهواء من الزجاجة وغليها ووضع الملح والليمون، لن يفسد الطعام. 

في ثلاثينيات القرن التاسع عشر بإنجلترا بدأ بالتفكير بحفظ البيض لفترة أطول فقاموا بتخليل البيض، وحتى الأن البيض المخلل من الأكلات الإنجليزية المشهورة في العالم، وفي الولايات المتحدة وكندا، قاموا بتخليل كثير من الخضروات من ضمنها الخيار، الفاصوليا الخضراء، الكرنب، البصل، القرنبيط، الفلفل، الكرفس والزيتون.

في أوائل القرن العشرين في أوروبا، عندما بدأ بزراعة الشبت، قاموا بإضافته إلى المحلول الملحي الذي يدخل في عملية التخليل.