leftlogo

حكاية سوق «الجزماتية» أكبر مطبخ «حلويات» سوريا.. «النهش والآسية» هتبهرك

A A A
18-7
سوق الجزماتية


قد لا يتخيل أحدًا أن هذا الاسم مرتبط بأشهر ميادين بيع الحلويات في دمشق، فالجزماتية أحد أسواق العاصمة دمشق ويقع في حي الميدان الوسطاني، سُمّي بذلك لأنة كان يكثر به بيع وصناعة "الجزمات" – أي الأحذية – أو ما كان يرتديه الشوام القدامى آنذاك، ومع مرور الوقت والسنوات، ذهب بعض التجار لبيع أطعمة ووجبات في الحي أيام الإجازات وقبل صلاة الجمعة، تفاجأوا بإقبال كبير من الزبائن فقرروا إعادة التجربة الأسبوع المقبل ليزداد العدد ويكرروا الأمر حتى تحول إلى وظيفة ثابتة لصانعي الطعام وخاصة الفول والحمص، ليصبح من أهم الأسواق الغذائية، ومن ثم وأحد من أشهر الميادين المتخصصة  لبيع الحلويات.

الطعام واجهة المحل

ارتبطت شهرة الشارع بمحال الحلويات السورية والمطاعم والمطابخ العريقة حيث تقدم الأطعمة الدمشقية الأصيلة والمشروبات من كل الأنواع والألوان، ومن وقتها وأصحاب محال بيع الحلويات الدمشقية يتفننون في طريقة عرض بضائعهم على واجهات المحال لجذب انتباه الناس، شوارع طويلة ممهدة مضيئة، يقف الباعة مرتدين ملابسهم البيضاء الطويلة، وخلف الصواني الكبيرة يمسك كل منهم سكينه ويقطع الحلويات المحشوة فستق ومكسوة بالعسل ويرصها داخل علب مختلفة الأحجام.

للشاروما نصيب من الحب

وفي جزء آخر من الميدان، يقطع الباعة "الشاورمة" ويضعوها في الخبز السوري الشهير ويقدموه للمنتظرين بحب، وعلى الرغم من الاختلاف والتغيير اللذان طرئا على العديد من الأحياء الدمشقية، إلا أن حي الميدان ما يزال محتفظا بأصالته، فهو نموذج للحي الدمشقي المعروف، الظاهر في الأفلام والمسلسلات الشامية القديمة، إلا أنه يزداد شهرة وازدحام في المناسبات الإسلامية كشهر رمضان أو أيام العيد.

حلويات شعبية وأخرى للأغنياء

عراقة سوق الميدان وسمعته وصلت إلى الدول الأجنبية في القارات الخمس، فانتقلت الحلويات السورية المعروفة والمشهورة إلى الأسواق العربية والعالمية خاصة تركيا وألمانيا ومصر، وتنشط حركة التصدير والبيع قبل حلول شهر رمضان، أما داخل سوريا ينقسم السوق إلى قسمين حلويات شعبية للفقراء، وفاخرة للأغنياء.

لوحات فنية بديعة من الحلويات

وداخل سوق الجزماتية لا يتعامل الباعة مع الحلويات كأي طعام مرصوص في صواني كبيرة هدفه الوحيد إدرار المال، ولكنه يتحول للوحات فنية  يتقنون صنعها، فعلى الرغم من أن أغلبها يُصنع من الدقيق والسكر والعسل والفستق الحلبي والجوز، أحيانا يضيفوا أنواع خاصة من المكسرات، وأحيانا أخرى يصنعوها بسمن نباتي. المهم مع الطعم، الشكل، لا يتخلون على واحد منهما.

رمضان بهجة الحي

مع اقتراب شهر رمضان الكريم، يضع أصحاب المحلات الطاولات على الأرصفة، يزينون الطعام بأشكال تجذب العين والقلب قبل اللسان – ، يرصون عليها "البقلاوة"، و"الكنافة المبرومة بالفستق الحلبي"، "النمورة" التي تشبه الهريسة أو البسبوسة، و"عش البلبل"، و"الوربات" أحد أنواع البقلاوة، بالإضافة إلى الشاورما، والحمص، والفول أيضًا.


سوق الجزماتية يعني بهجة رمضان وسخاء الباعة والمشترين، فلن تجد موطئ قدم لك بسهولة في رمضان، تجد ألذ عرق سوس وتمر هندي وألذ الحلويات وكأن السوق يستقطبك لأن تشتري حتى لو تكن محتاج للشراء حالًا.

أيه أشهر الحلويات هناك؟

مع الأضواءُ الملونة والفوانيس المعلقة والمجسمات المنسدلة لهلال رمضان، إضافة إلى الأناشيد الدينية وابتهالات العيد التي تضفي أجواء مميزة على السوق، ستجد عشرات الأنواع من الحلويات السورية الشهيرة في السوق الذي يطلقون عليه مطبخ مدينة دمشق، حلويات مثل "النهش" و"المدلوقة"، "المعروك"، "الناعم"، "القطايف"، "المبرومة" و"الآسية" و"الوربات" التي توارثها الدمشقيون جيلا بعد جيل.

وإلى جانب الحلويات، اشتهر الشارع ببعض الأبنية الأثرية التاريخية، كالمساجد والحمامات التاريخية. المهم مع كل هذا، يابخت من كل له معارف من سوريا، وهداه بحلويات من شارع "الجزماتية"، فهم يصدرون من حلوياتهم لكل الدول العربية ويفخرون بذلك.

maxresdefault (3)
جانب من السوق
637554724723250767
الحلويات أشهر ما يباع في الشارع
MHM_3290-scaled

advertisement

All rights reserved. food today eg © 2022