leftlogo

رحلة تصنيع «الشوكولاتة».. من مشروب قدسه القدماء إلى مكعب السعادة

A A A
شيكولاتة
شوكولاتة

جرب الآن أن تقوم بشراء قطعة من الشوكولاتة المميزة التي تفضلها أي نوع تختاره، قم بفتحها وامسك بمكعب منها تأمل كثيرًا في هذا المكعب الصغير الذي رغم بساطة تكوينه إلا أنه يستطيع أن يغير مودك ويمنحك سعادة حتى لو لدقائق، ووجه رسالة إلى مخترع هذا الشيء الجميل الذي أبدع في تشكيل مكعب الشوكولاتة وكأنه استخدم السعادة والفرحة والحب كمكونات لصنعها، وحتى نستطيع أن نوجه رسالة شكر لمخترع الشوكولاتة لابد أولا أن نعرف من هو ومن أين بدأت الشوكولاتة؟


ولأن تاريخ اختراع الشوكولاتة يعود لآلاف السنين فكان علينا أن نقدم قصة اختراعها في أرقام بسيطة خاصة أنها مرت بمراحل تطور عديدة حتى تصل لما هي عليه الآن وكيف كانت بمذاق مر في البداية، مخالف تماماً للطعم الحلو واللذيذ الذي نتمتع به حالياً، فهي حقا قصة تستحق السرد.

رحلة الشوكولاتة

اكتشفت شعوب المايا أشجار الكاكاو تم زراعتها واستخدم بذورها في صنع مشروب ساخن مر أطلقوا عليه اسم زوكولاتل (xocalatl) بمعنى "الشراب المر"، عبارة عن حبات الكاكاو المطحونة التي يتم خلطها بالماء والفلفل الحار وعدد من التوابل الأخرى، وقد نتج عن ذلك مشروب مقدس رديء المذاق تناولته شعوب أمريكا الوسطى للتقرب من آلهتها.

استولى عليها كولومبوس في 1502

عام 1502 وفي رابع رحلاته الاستكشافية إلى الأمريكيتين عثر الإيطالي كريستوفر كولومبوس على حبوب الكاكاو في أحد الزوارق التي استولى عليه طاقمه، شعر بقيمتها الكبيرة من خلال حرص أصحابها عليها، ونقلها إلى إسبانيا لكن لم يهتم بها أحد وقتها، حيث لم يرق هذا الشراب الجديد للجميع حيث تجنب الملوك والأمراء تناوله بسبب مذاقه السيئ والمر، ومن أجل تغيير هذا الأمر، قرر بعض الرهبان الإسبان إدخال تغييرات على تركيبة مشروب الكاكاو الأصلية، حيث تم تعويض الماء بالحليب، بينما عوّض الفلفل والتوابل بالعسل والسكر، وبعد تلك الإضافات، أقدم الرهبان على تسخين هذا المزيج الجديد ليتم الحصول في النهاية على وصفة جديدة حلوة المذاق سرعان ما انتشرت في إسبانيا.

1585 أول شحنات رسمية للكاكاو

وصلت أول شحنة رسمية من حبوب الكاكاو من المكسيك إلى إسبانيا، وبدأ ينتشر مشروب الكاكاو الساخن، ثم انتشر لاحقا في جميع أنحاء أوروبا.

1641 دخلت الشوكولاتة الساخنة أمريكا

وصلت الشكولاتة إلى فلوريدا الأمريكية على متن سفينة إسبانية، وكانت بداية معرفة الشعب الأمريكي لمشروب الشوكولاتة الساخن، وتم افتتاح أول متجر لبيع مشروب الشوكولاتة في لندن تحت اسم  The Coffee Mill and Tobacco Roll، كانت الشوكولاتة لا تزال مشروبا باهظ الثمن ولا يتحمل تكلفته سوى النبلاء والصفوة.

1876 تم إضافة الحليب للشوكولاتة

تطورت صناعة الشوكولاتة يوما بعد يوما، وازدادت الدول الناتجة للشوكولاتة، في عام 1876م في سويسرا اخترع السيد بيترز شوكولاتة الحليب، حيث قام بخلط حبوب الكاكاو مع سكر وحليب جميع المكونات كانت صلبة، وأدى هذا الاختراع إلى شوكولاتة الحليب ، و الذي يعد هذا النوع من الشوكولاتة هو أساس صنع الشوكولاتة .

بعدها تم اختراع كادبوري شوكولاتة في بداية قرن العشرين، وأصبح هذا النوع من الشوكولاتة مثالا لجميع شركات إنتاج الشوكولاتة، منذ ذلك الوقت بدأت صناعة الشوكولاتة بالنمو، وكذلك تم صنع آلات إنتاج متطورة وحديثة زادت من سرعة إنتاج شوكولاتة الحليب، والتي اصبحت مرغوبة بشكل كبير في أنحاء العالم.

هل توقف دور الدول الأوروبية عند هذا الحد؟


دول أوروبا لم تخترع الشوكولاتة فقط بل ساعدت في تطور الشوكولاتة ومهدت طريقا لتجارة الشوكولاتة، وذلك بسبب اختراع عالم الكيمياء الهولندي كوانرد يوهانيس فان هوتن، ولكن كانت الشوكولاتة في دول أوروبا باهظة الثمن جدا بسبب صعوبة نتاجها وبطئ الطواحين في العمل، أفضل ماركات الشوكولاتة صنعت في أوروبا وأهمها ماركة كيت كات، وبعد أن اخترعت أوروبا الشوكولاتة بدأت في تطوريها و تطوير نكهات مختلفة من الشوكولاتة، مثل زبدة الشوكولاتة، وألواح الشوكولاتة، وشوكولاتة الحليب .

متحف للشوكولاتة

منذ القدم حتى زمننا هذا تشتهر بلجيكا في صناعة الشوكولاتة، حيث تعد ثالث دولة اخترعت الشوكولاتة وأول دول تصنع وتصدر الشوكولاتة بكثرة، على مدار قرن ونصف صنعت بلجيكا الشوكولاتة لهذا السبب اصبحت اكثر دولة متقنة في صناعة الشوكولاتة.

تنوعت الشوكولاتة في العالم بسبب دولة بلجيكا حتى قبل إن تتطور معدات صناعة الشوكولاتة كانت بلجيكا تصنع أشكال هندسية وتماثيل كبيرة من الشوكولاتة.
يوجد الآن متحف كبير في بلجيكا يحتوي على تماثيل من الشوكولاتة، متنوعة النكهات ومن أنواع الشوكولاتة وأسمائها الشكولاتة بالحليب، والشوكولاتة البيضاء، والشوكولاتة المرة، وكذلك الشوكولاتة ذات المذاق الحلو.

تشيز كيك براونيز


تشيزكيك براونيز، نحبها جميعاً بالطبع ولكن معظم عشاقها لا يعرفون أن لها يوم خاص للاحتفال بها على مستوى العالم، وعلى الرغم من كونها واحدة من أهم الحلويات الأكثر طلباً على مستوى العالم إلا أن ارتباطها بيوم عالمي للاحتفال حتماً يرجع لقصة، نتعرف عليها في السطور التالية.

كيف بدأت البراونيز؟


سنة ميلاد البراونيز كانت عام 1893 في شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية داخل أروقة الفندق العريق Palmer House Hotel، وكان هذا حين طلبت صاحبة الفندق السيدة بيرثا بالمر من رئيس طهاة المطبخ أن يبتكر حلوى مناسبة لسيدات المجتمع الحاضرات للمعرض الكولومبي العالمي الذي أقيم في الفندق وقتها، وطلبت بالمر من الشيف أن تكون الحلوى أشبه بالتورتة ولكن أصغر؛ فما كان به سوى أن ابتكر وصفة كيكة الشوكولاتة الخاصة التي تطورت إلى البراونيز، وتم استخدام هذا المصطلح لوصف تلك الحلوى أول مرة عام 1896 في دليل Boston Cooking School Book للطاهية والكاتبة فاني فارمر.

براونيز الشوكولاتة

ظهرت أول وصفة لبراونيز الشوكولاتة عام 1899 بكتاب Machias Cookbook، وبحلول عام 1907 أصبحت البراونيز نوع حلوى شهير تؤكل في جميع الثقافات وتستمتع بها جميع الفئات العمرية، ثم في الأربعينيات بدأت تطوير واستنباط تنويعات عدة للبراونيز مثل براونيز زبدة الفول السوداني وبراونيز المارشملو، لكن لعل أشهرها التشيزيك براونيز التي نحتفل بعيدها اليوم.

التشيز كيك براونيز

من ضمن كل أنواع البراونيز حازت التشيزكيك براونيز على شعبية عارمة بين محبي الحلوى الشهيرة، وهذا لمذاقها الخاص الذي يمزج بين سكر الشوكولاتة والمذاق الكريمي للجبن، وصارت التشيزكيك براونيز أكثر نوع يتم تناوله حول العالم، وتحول اليوم لعيدها الخاص الذي يحتفل فيه عشاقها بروعة مذاقها.


advertisement

All rights reserved. food today eg © 2022