"تعالي اشرب شاي، اتفضل كُل معانا.. ياعم الشاي عالنار تعال.. اقولك بس دي مش عزومة مراكبية"، كلها جُمل نسمعها دائمًا، وتقول في سرنا "دي عزومة مركبية" وترد "المرة القادمة إن شاء الله"، وتقال حين يتم دعوتك على دعوة يصعب تلبيتها أو تقال لوصف شخص بخيل لا يصدق في دعواه، ولكن هل سألت نفسك يومًا ما دخل المركبية بالعزومات، لهذه المقولة أصل وفصل وقصة طويلة نذكرها لكم.
المركبية معزورين
الصيد كانت مصدر رزق كثير من الأسر في السابق خاصة في المدن الساحلية، يظل الصيادون في البحر لأيام طويلة يأكلون ويشربون وينامون في المراكب حتى تتم صفقات الصيد والبيع، وأشيع فيما بينهم أنه إذا قابلت مركب أخرى نادى الصيادون على بعضهم البعض على سبيل الترحاب، وإذا كان منهم من يأكل يظل يردد "تعالى كل، أتفضلوا معانا، اشرب شاي"، والتصقت المقولة بالمراكبية، وبدأ الناس يرددون من يقوم بالعزومة التي يستحيل تلبيتها هذا الاسم "ده بيعزمك عزومة مركبية".
موقف طريف يخص عزومة المراكبية
يذكر الدكتور صلاح عيسى في كتابه حكايات من مصر قصة طريقة تخص هذا المثل، أنه في أحد الأيام، وبينما كان أحد الشيوخ على الشاطيء يلقي التحية على جيرانه من الصيادين الذين كانت على متن قاربهم يأكلون، رحبوا به وبدأوا يرددها عباراتهم الخالدة" أتفضل كل معانا"، فخلج جلبابه ونزل البحر وصولًا لهم وجلس معهم لتناول الطعام في ذهول منهم واستغراب.
وكان معروف عن هذا الشيخ استياءه من هذه التقليعة الجديدة التي سميت بـ"عزومة مركبية"، وكان يريد أن يعلم هؤلاء الصيادين درسًا بأنه هذه الجملة سيئة ولا تصح.
ناس متعزمش عليهم أبدَا عزومة مركبية
إذا كنت تضطر أحيانًا لاستخدام عبارات عزومة مركبية، للتملص من أي موقف، أو على سبيل التعود فأعلم أن هناك أشخاص من الأفضل عدم دعوتهم دعوة مركبية، أولهم شخص غير مصري، فأنت بذلك "دبست" نفسك في عزومة لا فكاك منها، لأنه بالطبع إذا لم يزر مصر من قبل فهو لا يعرف عادات المصريين ولا يعرف أي شيء عن عزومة المراكبية.
والشخص الآخر هو" الإنسان اللازقة" فهو مثل الشيخ الذي في القصة أعلاه لن يرفض دعوتك أبدًا حتى ولم لن تكن حقيقية.
