عيش المخمرة البدوي| خبز قديم عرفه أهالي مطروح.. طقوس خاصة لصنعه!

في مصر يوجد أكثر من 100 نوع من الخبز، ولكل منه قصة وتاريخ وطرق مختلفة وفلكلور خاص في صنعه، ولأهالي البدو في مطروح يوجد نوع مميز من الخبز يسمى خبر المخمرة يًصنع يوميًا ويقدم ساخن، تعالوا نعرف قصته وطريقة صنعه.

تختص النساء في البادية بصنع خبز المخمرة في الصباح الباكر في تجمعات نسائية كبيرة من الأهل والجيران مع غناء الأناشيد البدوية والتصفيق والرقص، وكانت النساء في الماضي تعتقد أن الأنشودات البدوية التي تبدأ بالبسملة، ثم الإنشاد تطرد الأرواح الشريرة والحسد الذي يمكن أن يستقر في قاع الخبيز.

هناك بعض الاعتقادات الراسخة المرتبطة بصنع الخبز البدوي، أهمها عدم استخدام اليد اليسرى في صنع الخبز، ويعتقدون أن استخدام اليد اليسرى تفسد العجين وتجعل الخبز "ماسخ" دون طعم.

في الوصفة الشعبية البدوية لا توجد وصفة أو مقادير محددة لخبز المخمرة، بل تتقن سيدات البدو صنع الخبز وتورثها لصغارها من البنات، ويتكون من الدقيق والخميرة والماء الفاتر والملح فقط، المميز في هذا الخبز عن غيره هو أنه خفيف يصنع في صاج داخل فرن تقليدي بدائي الصنع.

بعد وضع المقادير تبدأ مرحلة العجين، وكما قلنا لا تستخدم النساء البدويات سوى يدها اليمنى في العجين، تبدأ العجين بالبسملة وتردد باقي النساء الأناشيد والأغنيات الشعبية الجميلة، ويختم بالحمد والصلاة على النبي والدعاء لتبارك العجين، اعتقادا بأن هذا سيجعل الخبز أشهي والخميرة تعمل أسرع. 

يفرد العجين بالنشابة المصنوعة من الخشب، ويدخل الفرن في صاج مسطح، ومن الجميل أن هذا الخبز يصنع يوميًا ويقدم مع كل الأطعمة، ويتم صنع الخبز في بيت أكبر النساء سنًا في المنطقة، وتوزع الأرغفة على الجيران المشاركين في عملية الخبيز.

تخبز الخميرة في فرن الحمية التي تصنعه النساء يدويًا، حيث يتم جمع الطوب أو الأحجار، وتوضع في حفرة في الأرض وتبنى أعلاه قبة الفرن المصنوعة من الرمال والماء داخل الحفرة، ويوضع الحطب ليكون وقودا للنار، ويوضع فوقها صاج ليتم وضع أرغفة الخبز فوقها، وهو شكل بدائي لأفران الطوب الأحمر.