leftlogo

فن الحرب والطهي.. قصة "ملكة جزماتي" من لاجئة لسفيرة المطبخ السوري بألمانيا

A A A
32541
ملكة جزماتي سفيرة المطبخ السوري في ألمانيا

كانت صدفة، ومفاجأة لأهلها وأمها تحديدًا، التي كانت تقول عنها إنها "لا تعرف قلي البيضة"!، والله يعين من سيتزوجها؛ لأنه سيعيش حياته على الدليفري أو الباستا، أو أنه لن يبرح بيت أمه"، لكنها عندما انتقلت إلى ألمانيا، تحركت روح الطبخ فيها، كما تقول، ووجدت نفسها أمام متّسع من الوقت، لتصبح واحدة من أشهر الشيفات العرب، فمن لاجئة فرت من الحرب في سوريا، إلى سفيرة لمطبخ بلدها بألمانيا.. الشيف السورية ملكة جزماتي، ما قصتها؟، وكيف وصلت لـ"أنجيلا ميركل" المستشارة الألمانية منذ 2005 وحتى 2021 أقوى امرأة في العالم برقم قياسي للمرة العاشرة من قبل فوربس، هذا ما ستقرأه في هذا التقرير عن تلك الطاهية الماهرة في "Food Today".


من سوريا إلى ألمانيا.. الهروب من الحرب إلى المطبخ


 الشيف السورية ملكة جزماتي
أصبحت اللاجئة السورية، ملكة جزماتي، بمأكولاتها السورية التقليدية الشهية، قدوة وقصة نجاح للمهاجرين في ألمانيا، تحمل أطعمتها المميزة عبق وتراث بلادها الذي تناقلته الجدات والأمهات عبر أجيال، فقد كانت طاهية شهيرة قبل وصولها إلى ألمانيا قبل أن تصبح نجمة بين اللاجئين في برلين، تحكي الشيف السورية ملكة جزماتي عن بدايتها لإحدى الصحف العربية أن بدايتها مع الطبخ كانت صدفة، عندما فرت كلاجئة في 2012 من حروب بلدها سوريا، الأردن، ومنها إلى ألمانيا، التي شعرت فيها بالغربة والوحدة، فقررت ألا تفقد الأمل وأن تكسر الصورة النمطية عن المرأة العربية المحجبة، تحكي عن هذا التحدي وتقول: "يصفوننا هناك وفي أغلب الدول الغربية، بأننا نساء مستهلكات لا يعرفن سوى إنجاب الأطفال، ولما أثبت نجاحي في المطبخ، اختلف الأمر حين ظهرت في التليفزيون المحلي هناك، والصحف الألمانية، وانتشرت صورتي في شوارع برلين، دعمًا لحملة أطلقت، لتشجيع الناس على الاندماج".

لا أكثر من الاسباكيتي

 مع زوجها وابنها
لم تكن تطبخ "ملكة" أكثر من المكرونة الاسباكيتي قبل أن تبدأ العمل في برنامج تليفزيوني تم إنتاجه في الأردن على إحدى المحطات الفضائية، لكن فرارها إلى الأردن جعلها تتقن كل شيء لتنسى ما آل إليه الحال، فاتقنت وأبدعت في كل الوصفات كما لو كانت تطبخ من طفولتها، وذاع صيت برنامجها "ملكة الطهي" في الأدرن وقتها، ولما سافرت مع زوجها إلى ألمانيا، أصبح الطهي جزءًا محوريًا من حياة ملكة في الغربة، ومع الوقت وبالتعاون مع زوجها في عام 2015 أصبحت تدير إحدى الشركات المتخصصة في تقديم الطعام

كتاب بالألماني ونجاح عربي


 غلاف الكتاب
على الرغم من أن ملكة لا تتحدث الألمانية بطلاقة، إلا أن طموحها جعلها تنشر كتابًا بالألمانية عام 2017 عن الوصفات السورية التقليدية اسمته "ملكة، وصفات مُشتهاة من وطني الأصلي"، بيع منه آلاف النسخ منذ ذلك الحين، لم تجعله مقتصرًا على الوصفات كأغلب نوعية تلك الكتب، بل كتبت قصص الأكل، وأسباب تسميتها، وبأي قسم بالذاكرة متعلّقة الأكلة، فأرادت من خلال كتابها التعريف بشكل أفضل بالطبخ السوري لدى القارئ الألماني.

وقالت "جزماتي" في بداية كتابها: "أتيت من وطن تشرق فيه الشمس كل يوم، وفيه يعيش الناس باحترام إلى جانب النباتات، وهنا تزدهر كل من الطبيعة والروح البشرية على حد سواء، لهذا السبب أصبحنا فنانين نبتكر صورًا جميلة من النباتات ونحول ثمار الأرض إلى عمل ممتع وصحي".

المستشارة الألمانية تطلب طريقة عمل الشاورما

المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل 
ساهم كتاب ملكة عن الأطعمة السورية في جعلها شخصية مشهورة في ألمانيا، حتى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل انتهاء مدتها العام الماضي، وضيوف من كبار الشخصيات الذين شاركوا في افتتاح مهرجان برلين السينمائي الدولي في إحدى دوراته، تذوقوا طعام "ملكة جزماتي" وانبهروا به، تحكي ملكة عن ذلك وتقول: "الحقيقة أن أنجيلا ميركل هي التي شهرتني، وما لا يعرفونه عنها الكثير هو شدة التواضع واللطف، رغم شخصيتها السياسية القوية، عندما تذوقت طعامي، راحت تبحث عني بجدية، وقالت من الذي أبدع هذا الفن، نادوني وهي أمام طبق الشاورما، كنت خائفة من حكمها، لكنها أعطتني الثقة بنفسي عندما طلبت مني الوصفة، وطلبت أن تتصور معي، وأرسلت لي الصورة مع رسالة شكر، إلى مكان سكني".

الأكل العربي في ألمانيا

سفيرة المطبخ السوري

أهم الأكلات التي تُطلب من مكلة في برلين "المندي والكبسة"، تقدمهما بالطريقة العربية الشهية على أصولها، لكنها تخفف من البهارات قدر الإمكان، فالشعب الألماني ليس مغرماً بها تماماً.
ومن نجاح لنجاح، أصبح لها مطعمها الخاص، Malakeh restaurant بالعاصمة برلين،  الذي صار مكانًا مفضًلا لكثير من المهاجرين العرب والألمان على حد سواء، وحسب كلامها فهي تحرص على إبقاء هوية بلادها بالمزج بين الأصناف السورية والغربية بطريقة محببة إلى زبائنها، فالمطبخ من وجهة نظرها جزء أساسي من هوية الدول وتراثها.

advertisement

All rights reserved. food today eg © 2022