في المرة التي تلتهم فيها شريحة باهظة الثمن
من توست الأفوكادو، أو إحدى الفاكهة والخضروات الأمريكية الأصلية، فأنت تأخذ عينات
قليلة من المحاصيل التي قدمها عالم النبات الأمريكي ديفيد فيرتشايلد للشعب الأمريكي،
عبر رحلاته الاستكشافيه حول العالم لاكتشاف النباتات الجديدة وأخذ عينات من التربة
من جميع أنحاء العالم.
لمدة قرن تقريبًا من تأسيسها، ما زالت الولايات المتحدة
لا تتميز بأي مطبخ متميز، حيث اعتمدت الأمة الناشئة عمومًا على نظام غذائي باللحوم والبطاطس
والجبن، ولكن ابتداءً من سبعينيات القرن التاسع
عشر، بدأت أمريكا في التحول نحو التوابل والزراعة والتعمق في مجال التغذية، وكان هناك
استعداد لتجربة أطعمة جديدة، بما في ذلك الموز الذي ظهر لأول مرة في المعرض العالمي عام 1876 في فيلادلفيا.
يقدم كتاب The
Food Explorer للمؤلف دانيال ستون ، وهو كاتب في ناشيونال جيوغرافيك ، نظرة على رحلات
العالم ديفيد حول العالم وكيف غيّر النظام الغذائي الأمريكي.
بداية شهرة العالم الشاب
كان التوقيت مناسبًا للمغامر وعالم النبات
ديفيد فيرتشايلد، المولود في ولاية ميشيغان، ليحتل مكانة كبيرة في الولايات
المتحدة، حيث أرسلته وزارة الزراعة الأمريكية آن ذاك برحلات حول العالم لإرسال البذور لأكثر من 200 آلف نوع من الفاكهة والخضروات
والحبوب.
وقد كان له الفضل الأول في إدخال الأفوكادو لأمريكا، إلى جانب الموز والمانجو والكمثرى والأناناس، والعنب الخالي من البذور وآلاف
أخرى من الفاكهة والمحاصيل.
من هو ديفيد فيرتشايلد؟
نشأ ديفيد فيرتشايلد في ميشيغان وكانساس، كان والد جورج فيرتشايلد أول رئيس لجامعة ولاية ميشيغان، ثم الرئيس الأول لجامعة ولاية كانساس، ونتيجة لنشأته في كلا المكانين، تمكن فيرتشايلد
من الوصول إلى المزارع والمزارعين والأشخاص الذين يزرعون، وقد رأى عن قرب أنه
لم يكن هناك الكثير من المحاصيل الاساسية في تلك الأيام.
إلى أين سافر؟
كانت الرحلة الأولى لجورج فيرتشايلد إلى نابولي بإيطاليا،
بتمويل من منحة سميثسونيان، وفي تلك الرحلة التقى بأحد الأثرياء الذي كان يسافر عبر البحر
من أمريكا لإيطاليا، والذي انتهى به الأمر بالشراكة معه سعياً وراء الاستكشاف،
وبعد 5 سنوات من رحلاته غير الرسمية، تمت رعاية هذا المشروع واستيعابه من قبل حكومة
الولايات المتحدة، وتحول فيرتشايلد من وكيل مستقل إلى موظف حكومي، وأصبح جاسوس طعام
حكومي، وكانت وظيفته هي العثور على المحاصيل الغريبة وجلبها لأمريكا لإعادة
زراعتها.
المخاطر التي تعرض لها
الخطر الذي كان في عمل ديفيد، هو
أنه في بعض الأحيان كان يضطر إلى جلب هذه
المحاصيل من دول العالم خلسة بعيد عن أعين الحكومات.
استمر هذا العمل الدءوب من منتصف تسعينيات
القرن التاسع عشر حتى بداية الحرب العالمية الأولى، ذهب فيها فيرتشايلد إلى أكثر من 50 دولة حول العالم لجلب المحاصيل التي تصلح للزراعة في
إمريكا.
وقد ألهم عمل هذا المستكشف
الشغوف دول العالم لتقليده والبحث عن
المحاصيل والأطعمة الجديدة لكي يقدموها لبلادهم.
