تثبت النساء دوما تفوقهن وبراعتهن خاصة في المهن التي تتطلب ابتكارًا وحرفية ودقة مثل مهنة الطهي، فيقف خلف قصص النجاحات المثيرة دومًا امرأة، ففي أحد الأعوام كانت هناك مأدبة عشاء في السعودية وُصفت وقتها بأنها الأكبر في الشرق الأوسط وكان خلفها طاهية مميزة، وهي الشيف أسماء عبد الهادي طباجي، التي وصلت إلى نقطة تاريخية في حياتها المهنية خلال شهر رمضان العام قبل الماضي، عندما كانت رئيسة الطهاة في أكبر مائدة إفطار في الشرق الأوسط، والتي أقيمت في مركز رمضان الدولي للمؤتمرات والمعارض في السعودية.
قصة الشيف أسماء طباجي بدأت بالموهبة
في أحد المقابلات لها قالت أسماء: "إذا كان لدى الشخص موهبة في الطهي، فلا يجب أن يتجاهلها، لأن هذه واحدة من أكثر الرحلات متعةً وتحديًا يمكن لأي شخص القيام بها"، وقد جاء حبها للطبخ في وقت صعب في حياتها عندما اضطرت لتولي واجبات المطبخ بعد وفاة والديها، وأدى الاضطرار إلى تحمل هذه المسؤوليات إلى أن أصحبت قادرة على تحمل المسؤولية وتخطي العقبات والسعي إلى تحقيق أهدافها.
ودخلت "أسماء" عالم تقديم الطعام لأول مرة من خلال العمل من المنزل، حيث قالت: "بدأت ببيع المأكولات السعودية التقليدية في الرياض، لأنها تزدحم في عطلات نهاية الأسبوع، وبعد ذلك، أعددت البوفيهات للحفلات والاحتفالات الصغيرة، ثم تقدمت بطلب إلى فندق حياة ريجنسي وقمت بإعداد قائمة الطعام هناك، وإضافة المأكولات وتعديل بعض الوصفات"، حيث عملت كشيف حفلات خارجية في الفترة بين عامي 2017 و2018، وفي الفترة بين عامي 2018 و2019 عملت كمديرة تطوير منتجات وشيف حلويات ومخبوزات وهي حاليا تعمل مساعد شيف تنفيذي لشركة الخطوط الجوية السعودية.
الشيف أسماء طباجي في الاحتفالات الكبرى
واصلت أسماء عبد الهادي طباجي تعزيز مسيرتها المهنية كطاهية عربية حيث انضمت إلى فندق "فيرمونت" وأعدت قائمة الطعام وأضافت الأطباق العربية والعالمية إلى القائمة هناك، وهي الآن رئيسة الطهاة في شركة بريميير كاترينج للتموين، وهي مسؤولة عن تقديم الأطباق للمناسبات والاحتفالات الكبرى في المملكة، وأدى النجاح في مساعيها الأخيرة إلى جعل الطاهية الشابة أكثر تصميماً على المضي قدماً في مسيرتها المهنية.
حلم الشيف أسماء
الشيف أسماء، الحاصلة على ميداليتين فضيتين في مسابقة الطهاة الدولية، يتمثل حلمها في أن يكون لها مطعم خاص بها وأن تقدم ورش عمل وفرصًا للطهاة السعوديين من الذكور والإناث الذين كانوا في السابق يخجلون من الخروج إلى سوق العمل، وتستمتع طباجي، 31 سنة، بالتعليقات الإيجابية التي تحصل عليها على طعامها اللذيذ، "خاصة المأكولات السعودية التقليدية، والمأكولات الإندونيسية، والروبيان بجميع أشكاله"، وتعتقد أن دورها لا يزال غير مقصور على أسرتها وعملها، بل يمتد ليشمل تشجيع النساء على اتخاذ "خطوة إلى الأمام ويصبحن طاهيات المستقبل".
