«محشي بالنقود»..تعرف على أصل حكاية «كحك العيد» من الفراعنة إلى الآن

 

أيام قليلة تفصلنا عن نهاية شهر رمضان، وتبدأ الاحتفالات بعيد الفطر المبارك، ويعد  "الكحك" من أهم طقوس الاحتفال بالعيد، وهو من الحلويات الشرقية الأصيلة التي تصنع من الدقيق والسكر والسمن، وتتفنن السيدات في إعداده بأشكال ونكهات متنوعة.

ولكن قليل منا يعرف أصل وتاريخ صناعة الكحك، ولماذا ارتبط بالأعياد والمناسباتن حيث ابتكر المصري القديم، الأكلات والأطعمة، واخترعوا الحلوى اللذيذة ومن بينها "الكحك"، والذي ظهرت رسوماته وطرق إعداده قديمًا على جدران المعابد والمقابر الفرعونية القديمة في مدينة منف، كما تم تسجل طقوس الأعياد في الأسرة الـ18، ومقبرة الوزير خميرع بمدينة الأقصر، كما وجدت بعض النماذج للكحك الفرعوني في المتحف المصري بالتحرير، وكانت النساء يعدن الكعك ذات الرسوم المبهجة كرسم قرص الشمس المضيء.

الكعك وارتباطه بالأعياد

 ارتبطت صناعة الكحك في مصر بالأعياد والمناسبات، في العصر الطولوني والفاطمي، حيث احتفل الفاطميون بالأعياد بصناعة الكعك، حيث شاع في العصر الفاطمي طقس تخصص به المطبخ السلطاني، وهو توزيع الكعك على العامة مع  النقود الذهبية داخل صواني الكعك كنوع من إدخال السرور على العامة، وكذلك حشو الكعك بالدينارات، ثم ابتكروا حشوات أخرى.

كان وراء ظهور هذا الطقس لأول مرة حين شح إنتاج مصر من القمح والسكر، وعانى الناس من أيام صعبة، وحين انفرجت الظروف وزادت انتاجية القمح، قرر الخليفة الفاطمي آنذاك بصنع الكعك وتوزيعه على العامة، وتزامن هذا الطقس مع بداية العيدثم ساد الطقس وارتبط بالعيد، وحتى هذه الأيام في بعض الأماكن في مصر يتم تقديم  الكعك مع عملات معدنية كتميمة للحظ وسعة الرزق، وترحيبًا بالضيوف الذين يتناولونه.

تقديم الكعك في المناسبات والأعراس

ظلت هذه العادة الجميلة المرتبطة بالعيد موجودة التي توارثناها من الأجداد حتى الآن في كثير من البيوت في الريف والمدن أيضًا، حتى أنها في مناسبات أخرى كالأفراح، كما تزخر الأغاني الشعبية القديمة والأمثال بكثير من التعبيرات التي تربط الكعك بالأعياد كـ"يا كحك العيد ياحنا يا بسكويت يا احنا" وغيرها من الأغنيات التي تحب المصريات التغني بها في تجمعات صنع الكعك بالبيوت.


كعك العيد على جدران أحد المعابد



كعك العيد