"أنا أحب الطعمية السخنة وأنتم تحبونها، ولكننا لا نرضى أن نتناولها في
المحلات إياها، ولو أن رائحتها تخلخل ركبي، ولولا بقية من عزم وإرادة لكنت الآن
صاحب لقب المرحوم من أكلها"، هكذا عبر موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب عن عشقه للطعمية،
ولم يكتفِ الأمر بذلك بل كانت تلك الجملة الشهيرة بداية مشروع عبدالوهاب لبيع الفول
والطعمية، فماذا حدث؟
قصة مشروع "طعمية عبدالوهاب"
في عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1954، كان وقتها قد انتهى عبدالوهاب
من بناء عمارته التي تحمل اسم أحد أشهر أغانيه "الجندول"، وتقع في منطقة
وسط البلد في شارع فؤاد سابقًا، 26 يوليو حاليًا، وحكى إنه كان يجلس مع أصدقائه في
يوم ما وتطرقوا للحديث عن الاقتصاد وأحوال البلاد في هذا الوقت، وكشف عن
فكرته الجريئة وقال عن المشروع بسيط وغير مكلف ولكنه يكسب ذهبًا ألا وهو "طعمية
عبدالوهاب".
خطة موسيقار الأجيال لتنفيذ المشروع
مضى عبدالوهاب يتحدث عن خطته وإنه يريد استغلال الدكاكين والمحلات الموجودة
بعمارته لأنه لا يريد أن يتركها للتجار يكسبون منها ذهبًا ويعطونه إيجار متواضع، وشرح خطته، وقال إنه لديه فكرة لنجاح المشروع وفي نفس الوقت تُحبب رواد الشارع في أنهم يأكلوا الطعمية، ولذلك
استقر على أنه يسميها "طعمية عبدالوهاب"، وقال أيضًا، إنه سيعلق إعلانات
في دور السينما وعلى أبوابها عند الدخول والخروج يقول فيها: "عبدالوهاب يبيع
اليوم سندوتش الطعمية بيده.. خد سندوتش وسلم على عبدالوهاب".
وأقسم موسيقار الأجيال، أنه على استعداد لقضاء ليلتين في الأسبوع في محل
الطعمية، ومستعد لمصافحة 10 آلاف شخص في هذين اليومين، بل ومستعد للنداء بنفسه على
الطعمية السخنة والغناء لها لجذب الزبائن قائلًا: "طعمية عبدالوهاب أطعم
وأحلى من الكباب".
شراكة عبدالوهاب ومحمد فوزي
اتفق عبدالوهاب ومحمد فوزي على أن يدفع الأول 1500 بينما يشارك فوزي بـ 500
جنيه، على أن يساهم صديقهم الثالث لطفي رضوان بنشر الموضوع في مجلة
"الكواكب" كدعاية لموسيقار الأجيال، الذي افتتح محلًا للطعمية، ورغم جدية
عبدالوهاب في حديثه حينها، إلا أن المشروع لم يتم حتى وفاته دون ذكر أسباب، وكانت تلك
الصورة خلال افتتاحه عمارته وحينها كان يحضر السحور لأصدقائه متقمصًا شخصية بائع
الفول والطعمية.
