واحدة من الطرق التي وثقت وصفات الأجداد والجدات في الطبخ هي الكتب، وتعتبر الطريقة المثلى التي نقلت إلينا ما كان يطبخه ويتناوله الأسلاف وعندما تقرأ هذه الكتاب وتشعر كأنك تشاهد جدتك تطبخ في مطبخ قديم والأواني والتوابل بجوارها، ولا شك لدينا أن طبخهم كان الأشهى، ولذلك نعرفكم على أحد أقدم كتب الطبخ في العالم وهو كتاب "ملجأ الطباخين"، هل سمعتم به من قبل؟
وتم ترجمة الكتاب بواسطة محمد صدقى من تلاميذ فرقة المنشأت التركية واتنشر في مصر وحقق انتشار كبير وقتها، ويمثل هذا الكتاب ثقافة "المطبخ العثماني" التي كانت موضة القرن الـ 19 وظل بعض تأثيرها مستمر لمنتصف القرن الـ 20، ويضم الكتاب أكلات من كل الدول الخاضعة للحكم العثماني والتي كان منها مصر.
المثير أن "ملجأ الطباخين" تأثر بكتاب الطبخ المصري "وصف الأطعمة المعتادة " الذي ترجم فى القرن الـ 15 للتركية، كما ترجم الكتاب أيضا للانجليزية أول مرة بأوامر من الوالي "سعيد باشا" إلى ترابي أفندي الذي ترجمه عام 1864.
وبعد رحلة قضاها الوالي على يخته في انجلترا عام 1862 ودعى فيها ضيوف من الإنجليز على أكلات من الكتاب وأعجبوا بها، وأضاف ترابي أفندي وصفات له لم تكن موجودة في الكتاب الأصلي.
يحتوي الكتاب على أطباق الحساء، والكباب، وأطباق اللحوم، وشرحات، واليخنة، وكرات اللحم، والمعجنات، والحلويات الساخنة والباردة، وأطباق زيت الزيتون، وأطباق الرز، وكومبوت، وعصير الفواكه (شربات) وغيرها وتم طباعته ثماني مرات في 44 عامًا.
واستفاد محمد كامل من مخطوطتين عند تأليفها لهذا الكتاب هما "رسائل الأغذية" و"رسائل الأكل" كما ترجم الكتاب إلى اللغة الإنجليزية تحت اسم "دليل فن الطبخ التركي" في عام 1864 وأعيد طبعه تسع مرات، مرتين في لندن فقط.
وتمت ترجمته إلى العربية في عام 1887 من قبل الكاتب المصري "محمد أفندي صدقي" وتم إعدادها باللغة التركية الحديثة من قبل الكاتب "جنيد كوت" ونُشر في عام 1997 وفقًا للغة التركية القديمة، وبهذه الطريقة دخلت الأطعمة التركية بين الأطعمة اليومية في كثير من الدول العربية.
كتاب ملجأ الطباخين
محمد كامل أفندي مؤلف الكتاب
غلاف الكتاب
All rights reserved. food today eg © 2022