5 فوائد لمشاركة أطفالك في تحضير فطار رمضان.. «البنت زي الولد»

إن كانت الأيام العادية لها من الروتين ما يبعد أولادنا عن المطبخ، فرمضان فرصة لأن نفعل ذلك معهم بحماس أكثر من أي وقت، ففكرة إشراكهم في أعمال المنزل وطلب المساعدة منهم عند إعداد الطعام وتحضيره أمر ضروري، ويشعرهم ذلك بالمسئولية والمشاركة، ولن يقتصر الأمر معهم على مجرد المساعدة، بقدر ما ستغرس تلك العادة، مهارات جديدة بأطفالك، وقيم إنسانية محببة، وسلوكيات ستصبح بعد فترة عادات تلازمه حتى يكبر، ولن تجدي وقتًا أفضل من رمضان لتبدأين فيه، وسنتعرف على السبب.

محطة تدريب.. المطبخ للجميع

تلك المساعدة ستكون أشبه بمحطة تدريبية على إدارة الأمور بشكل عملي، فهذه الأوقات ستقوم بتعليم أولادك بعض القيم، أو حل مشاكل كبيرة تعترضهم، وستتضمن إرسال رسائل غير مباشرة، بدلاً من الجلسات الوعظية المباشرة، على سبيل المثال فإن مشاركة الابن في إعداد الفطور، ستغير المفهوم السائد في مجتمعاتنا العربية بأن الطبخ مسؤولية الفتيات فقط، فمساعدتهم لكي على الفطار ستعزز معنى المسئولية لديهم، وتحببهم في العمل الجماعي.

خطوات لإشراك الطفل في المطبخ

يجب تقسيم المهام في المطبخ وتوزيعها بشكل يتماشى مع شخصية الطفل وسنه؛ فمثلاً يمكن إعطاء الطفل الصغير فوطة، ليمسح طاولة المطبخ كلما اتسخت، أو تسليمه إسفنجة الغسيل، أو إعطائه الأواني الآمنة، ليشعر بأن لوجوده أهمية في تسهيل عملية الطبخ على والدته، ومهم أن يشعر بالامتنان من أمه أنه فعل ذلك تيسيرًا عليها.

ومن ضمن خطوات إشراك طفلك في المطبخ، جلب كؤوس المياه إلى الطاولة أو إحضار الخبز ورص الملاعق، وحتى يستمر الطفل في المشاركة، على الآباء توفير عنصر الأمان داخل المطبخ، وإبعاد الطفل عن منطقة الخطر؛ مثل أهمية تعليمه كيفية استخدام السكين بعد سن السادسة أو السابعة؛ وطريقة التعامل مع الأدوات الحادّة واستخدامها بأمان.

 

أهمية مشاركة الطفل في إعداد الطعام

ومن بين الخطوات أيضًا اعرضي على طفلك أن يساعدك في إعداد الفواكه والخضراوات للطهي؛ بغسل الفواكه والخضراوات في الحوض مثلاً، بتقسيم الخس للسلطة، بإعداد أدوات السُفرة وإعدادها للفطور، وفي حال كبر الطفل تكبر المسؤولية عليه في إعداد الطعام، وهذا السلوك إن مارسَتْه العائلات سيكتسب الأطفال خبرات حياتية يصعُب تعلّمها في مكان آخر.

اختيار الأطعمة الصحية

معرفة الطفل بما يدخل في كل طبق تجعله مدركًا لما يحويه الطعام، سيعرف معكي لماذا أضفتي هذا النوع من  الخضار بالتحديد وما أهميته ولماذا استخدمتي تلك التوابل"، وجوده معكِ في المطبخ، سيساعد الطفل على أن يتذكر ويتعرف على القيمة الغذائية للوجبة، مما يجعله بعد ذلك محبذا للأكل الصحي دون أن يدري عن الأكل خارج البيت.

مساحة للقرب 

المشاركة في الطهي وتحضير الفطور على السُفرة وبخاصة خلال شهر رمضان، ليست فرصة لتعليم الطفل فحسب بل تساعد الأهل على التقرّب أكثر من أطفالهم، وقضاء وقت مفيد معهم؛ سواء أثناء الوقوف في المطبخ، أو أي ترتيبات قبل موعد الإفطار، كأن يحكي ابنك وهو يجهز العصائر عن يومه في المدرسة، أو تحكي ابنتك وهي تجهز السفرة عن موقف ضايقها مع زميلاتها.

وبخلاف ذلك، ستشعرون، وجميع أفراد الأسرة، بالفخر لدى تناولكم الوجبة التي تشاركتم في تحضيرها، وستعلنين بفخر مثلا؛ "النهاردة فلان هو اللي عمل السلطة"، وستجدونها فرصة عظيمة للحديث عن مميزات أطفالك والثناء على ما يقومون به، وسيعطيهم هذا الأمر ثقة رهيبة في أنفسهم.

مشاركة طفلك تعلّمه الحساب والصبر

الأمر ليس غريباً، فالطاهي عليه أن يسجّل ويحسب الوقت، فانتظار نضوج الكعكة مثلاً يتيح للطفل الانتباه للمقادير والإعداد، ويعلّمه الصبر على ما سيكون عليه شكل الكعكة النهائي، وبهذا يؤدي الطهو دوراً إيجابياً في تنمية مواهب الأطفال وتحسين أدائهم المدرسي، قومي بدعوة طفلك ليشاركك إعداد وجبة؛ فلن يشعر بأنها مهمة صعبة، بل سيستمتع داخل المطبخ وهو بجانبك باستخدام المواد الخام وأواني الطعام، وعملية المشاركة ستعلّمه مفاهيم رياضية وحسابية، وستحسن لديه مهارات القراءة والإبداع وقواعد السلامة، وأساسيات التغذية.

طبخة من الصفر تساوي سعادة

ينصح الخبراء هنا استغلال فرحة رمضان وانتظار التجمع العائلي على الفطور أو السحور، بأن يترك الطفل ليستمتع بالمشاركة في الطبخ من حين لآخر تحت مراقبتنا، كأن يقومون بتحضير وصفات بسيطة وسريعة، باستخدام البيض والجبن والخضراوات والفواكه، وهي طريقة ناجحة جداً في حثهم على المشاركة في المناسبات الجميلة، المهم أن تعطيهم الفرصة والثقة لأن يجربوا طبخة من الصفر، طالما سنهم يسمح بذلك، ولن تتخيلي سعادتهم بتلك الفكرة، جربيها وستشعرين بالفارق.

مشاركتهم الأبناء في الطبخ تشعرهم بأهميتهم

مشاركة الأسرة في إعداد الطعام