للحلويات العربية تاريخ قِدم الحضارات نفسها، ونحن من أوائل الشعوب والحضارات التي عرفت استخدام السكر والدقيق واللبن لصنع المعجنات والمخبوزات على مدار آلاف الأعوام، حتى أنها كانت قرابين للآلهة في بعض الثقافات، لذا ليس غريبا أن نجد أحد الشعوب العربية وهو الشعب الجزائري يمتاز بحلواهم التي تكاد تتشابه مع بعض الدول العربية الأخرى في مكوناتها، وربما يتعجب البعض من أسمائها، لكن لا يختلف أحد على مذاقها اللذيذ، وهي كالتالي.
مكرود
حلوى المكرود أو المقروض أو المقروط هو ملك الحلويات الجزائرية، وقد تربع على عرش الحلويات التقليدية منذ القدم، إذ لا يمكن أن يخلو منها أي صينية حلويات جزائرية، وهو حلوى لها حضور في كل بلدان المغرب العربي وخاصة الجزائر، حيث يتمتع بمذاق لذيذ وشكل جميل يفتح الشهية، إذ لا تخلو مناسبة منه، ويحضر بالسميد والزبدة الذائبة وماء الزهر، ويستعمل التمر للحشو، ثم يقلى في الزيت أو يطبخ في الفرن ويوضع في العسل ثم ماء الزهر، ويزين بالسمسم والمكسرات، ثم يرفق بأكواب الشاي الساخن بالنعناع.
المشوك
يعتبر المشوك من الأكلات السهلة في التنفيذ جداً في الجزائر، ولا يوجد منزل في الجزائر إلا ويعرف المشوك، وهو يتكون من عجينة يتم تحضيرها بواسطة الخبز، ويدخل في صنعها الليمون واللوز المطحون والفانيليا والسكر والبيض، وتقطع على هيئة كرات، ثم تغمس في البيض الذي سبق مزجه مع ماء الزهر، ثم في اللوز المطحون، وتوضع في صينية مدهونة مادة دهنية ثم تخبز في الفرن.
الزلابية الجزائرية
هي أشهر أنواع الحلويات الجزائرية، وهي تشبه "المشبك" المصري إلى حد كبير، وتعتبر صناعتها مهنة قديمة بين سكان الجزائر، واختلفت الأقاويل حول سبب تسميتها بهذا الأسم، ومن الروايات: أنها سميت بهذا الأسم نسبة إلى زرياب، الذي قام بابتكارها عندما سافر إلى الأندلس.
ومن الروايات الأخرى، أن أحد التجار الجزائريون أمر طباخة بطهي حلوي شهية، و لم يجد في المطبخ سوى الزيت والسكر والدقيق، فقام بوضعهم في المقلاة وعندما رأها تأخذ أشكال غريبة قال مصدوماً "زلت بي"، أي أخطأت في إعداد الحلوى، وتعد هذه الرواية الأكثر شيوعاً بين الجزائريين، وهي تعتبر في الجزائر طبقا أساسياً على المائدة.
الغريوش
الغريوش أو القريوش، هي حلوى لذيذة تحضّر من الدقيق والزبدة والسكر وعصير الليمون الحامض والبيض والخميرة وماء الزهر، وهي تطهى بالزيت ثم تزيّن بالسمسم والعسل.
البراج
البراج أو لبرجة أو المبرجة من الأكلات التقليدية الجزائرية التي تصنع في عيد الربيع، أو في يوم دخول فصل الربيع، وتتكون من السميد والدقيق والسمن الذاب والزيت والخميرة وشراب السكر.
قلب اللوز
تعود شعبية حلوى قلب اللوز إلى 5 قرون مضت، وتحديدا منذ عهد باي وباشاوات الجزائر في فترة الحكم العثماني، حين كانت تقدم هدية إلى الملوك والسلاطين، وهي تعتبر موروثا ضمن قائمة التراث الثقافي والحضاري، وإحدى فنون المهارة اليدوية، و كان السلاطين العثمانيون يخصصون يوما لتوزيع هذه الحلوى على الجنود بهدف الحفاظ على إرث صناعة قلب اللوز، التي تعتبر أميرة الحلويات التقليدية.
تتكون قلب اللوز من السميد والسمن والسكر والزبدة وطبقة اللوز المطحون، والتي تتمركز في قلب هذه الحلوى، وتستغرق مدة هذه العجينة أكثر من 13 ساعة لتصبح جاهزة، وإدخالها للفرن ثم يرش قلب اللوز بالشربات بشرط وضعه في صينية من النحاس.
