إنفوجراف| الطن بـ100 ألف جنيه.. «اليود».. كلمة السر في صناعة «الملح»

«اليود».. علاج لـ«الغدة الدرقية» وبروتين بـ«الطعام»
إنتاج 280 ألف طن «ملح» سنويًا

«سيكو سولت وبونو» تستحوذان على 80% من إنتاج السوق

 

 

صدق أو لا تُصدق، «الملح» يُعتبر أحد العناصر الهامة لحياة الإنسان، يعمل على موازنة كمية المياه الموجودة بخلايا الجسم، لاحتوائه على عناصر «كلوريد الصوديوم» الذي لا يستطيع الجسم إنتاجها، و«اليود» المُعالج لأمراض الغدة الدرقية للأطفال.

ورغم أهميته الكبرى وحضوره الدائم في المطابخ المصرية والمطاعم، فضلاً عن ملايين العشاق له باعتباره الأداة الرئيسية التي من خلالها يمكن تذوق الأطعمة، إلا أن «ملح الطعام» لم ترتفع أسعاره مثل بقية السلع في الأسواق، كما أنه يعد أرخص المنتجات في المحلات، إذ تتاح منه أكياس بسعر جنيه واحد.

 

 

موجة التضخم 

ولكن خلال الفترة الراهنة، قد تنعكس الأحوال تمامًا، مع موجة التضخم العالمية والتي ضربت مستلزمات الإنتاج الأخرى المستخدمة في إنتاج الملح، ما قد تنتقل عدوى ارتفاع الأسعار إلى ملح الطعام.

استقرار السعر 
شركات الملح حافظت على ثبات أسعارها لنحو 20 عامًا، رغم التغيرات التي طرأت على الأسواق منذ تحرير أسعار الصرف، فضلاً عن زيادة أسعار الوقود وهو يمثل 10% من تكلفة إنتاج ملح الطعام، وفقًا لتصريحات المهندس فؤاد ثابت رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لتكرير الملح لـ«Food Today».
ويعتبر عنصر اليود هو المادة الوحيدة المستوردة ضمن عناصر تصنيع الملح، وتأتي في شكل منحة من منظمة الصحة العالمية أو الأمم المتحدة، وتعتبر أفضل وسيلة يحصل الأطفال منها على اليود هي استخدامه في ملح الطعام.  

 

علاج للأمراض
ويقول المهندس فؤاد ثابت، إن سعر طن اليود يتعدى نحو 100 ألف جنيه، ولابد من إدخاله في مكونات الملح، بسبب فوائده وعلاجه لمرض الغدة الدرقية الذي يصيب الأطفال والمرأة لاسيما بالريف، لأنهم يركزون في الطعام على البروتين الناتج من الحيوانات أو الطيور، وكذا يصيب من لا يشم هواء البحر، إذ يتواجد اليود في المياه المالحة وكذا بالأسماك.

وأتاحت منظمة الصحة العالمية خلال السنوات الماضية، اليود للشركات التي تُنتج الملح المعبأ مجانًا وبالتنسيق مع وزارة الصحة، وتحصل عليه المصانع وفقًا للطاقة الإنتاجية، ولكن مع زيادة عدد المصانع أصبح المتاح منه حاليًا نحو 3 أو 5 أطنان لكل مصنع، وبدأت الشركات الكبرى في استيراد احتياجاتها.

نسبة الرطوبة
وعن المواصفات القياسية المصرية، أكد رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لتكرير الملح، أنه يجب ألا تقل محتويات كيس الملح عن 90 جزء ميكروجرام لكل كيلو ملح، وتقوم وزارة الصحة بتحليل الملح دائمًا بالمصانع لبيان مدى ملائمتها لاستخدام اليود وكذا لقياس نسب الرطوبة والشوائب بالملح، وفقًا لرئيس الشركة المصرية لتكرير الملح.

وتابع أن زيادة الطلب على اليود، خلق صراعًا بين شركات الملح لاسيما الصغيرة والمتوسطة للحصول عليه، متوقعًا أن تشهد الفترة المقبلة زيادة في أسعار الملح بالأسواق، بسبب ارتفاع تكاليف التصنيع بشكل عام وكذا زيادة رواتب العاملين، إذ يباع سعر كيس الملح بجنيه واحد حاليًا.

 

استيراد «اليود»
وقال محمد هيكل، مدير القطاع التجاري والتطوير بشركة سيكو سولت، إن نسبة اليود في الملح تختلف من شركة إلى أخرى، وكلما ارتفع سعر عبوة الملح زادت نسبة اليود في مكوناتها، بينما الأكياس الصغيرة نسبة اليود بها ضئيلة.

أضاف في تصريحات لـ«Food Today» أن الشركات الكبرى تستورد اليود من الهند، موضحًا أن تكلفة تصنيع الملح ليست في خام الملح ولكن في مستلزمات الإنتاج المستخدمة، كما أن زيادة عدد المصانع ولاسيما بير السلم تُجبر الشركات الكبرى على تثبيت أسعارها لاسيما في عبوات الأكياس.

حجم السوق 

يتراوح حجم سوق الملح المعبأ في مصر بين 250 – 280 ألف طن سنويًا، وهي كمية ما تنتجه مصانع الملح في السوق المحلية، كما أن شركتي سيكو سولت وبونو هما الأكبر من حيث الإنتاج وتستحوذان على حصة سوقية تبلغ 80% من إنتاج السوق وفقًا لـ«هيكل».

 

وزادت أعداد الملاحات التي تنتج الملح في مصر بنحو 50% منذ 2015، ما أشعل المنافسة، وبالتالي لا تستطيع الشركات التي تعمل بالسوق الرسمية رفع سعر منتجها، لأنها تدرك أن المستهلك قد يشتري غيره.