في إطار خططها لإصلاح منظومة الدعم وتحسين كفاءتها، أعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية، بالتعاون مع الشركة القابضة للصناعات الغذائية، بدء تنفيذ خطة جديدة لتحرير أسعار الدقيق المدعم اعتبارًا من شهر سبتمبر المقبل، في خطوة تهدف إلى تقليص الفاقد والتسرب، ومواجهة مظاهر السوق السوداء.
وأكد الدكتور أحمد الركايبي، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الغذائية، أن خطة تحرير السعر ستُحدث نقلة نوعية في إدارة الدعم التمويني، حيث من المتوقع أن تؤدي إلى خفض ما يزيد على 50% من التكلفة الإجمالية لدعم الدقيق، إلى جانب تقليص فاقد القمح بنسبة تُقدر بحوالي 20%.
وأوضح الركايبي أن النظام الحالي مكّن السوق السوداء من استغلال الفجوة الكبيرة بين سعر التوريد وسعر البيع، مشيرًا إلى أن شيكارة الدقيق المدعم تُباع في السوق غير الرسمي بسعر يصل إلى 100 جنيه، بينما يتم تسليمها للمخابز من قبل الوزارة بسعر لا يتجاوز 16 جنيهًا فقط، وهو ما أوجد بيئة خصبة للمضاربة والفساد.
وأضاف أن تطبيق هذه الخطة سيساهم في إحكام الرقابة على توزيع الدقيق وضمان وصول الدعم إلى مستحقيه الحقيقيين، عبر نظام أكثر شفافية وفاعلية، يحد من التلاعب ويرفع كفاءة استخدام الموارد.
ومن المقرر أن يتزامن بدء تنفيذ قرار التحرير مع زيارة بعثة فنية من صندوق النقد الدولي إلى مصر، وهي الزيارة التي تأتي في سياق مراجعة أداء برامج الإصلاح الاقتصادي. وكانت البعثة قد أبدت في تقارير سابقة ملاحظات متعددة بشأن آليات دعم السلع الأساسية، ودعت إلى تحديث سياسات الدعم بما يضمن العدالة والكفاءة والحوكمة الرشيدة.
وتؤكد الحكومة أن تحرير أسعار الدقيق لن يُؤثر على سعر رغيف الخبز المدعم للمواطنين، والذي سيظل مدعومًا بالكامل، حيث يتم تعويض فرق السعر من خلال آليات موازية لضمان عدم تحميل المستهلك النهائي أي أعباء إضافية.
