مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يعود الحديث بقوة عن أزمة اللحوم في مصر، حيث يزداد الطلب بشكل موسمي وحاد على اللحوم الحمراء، في ظل فجوة إنتاجية مستمرة تعتمد فيها البلاد على الاستيراد بنسبة تصل إلى 60% من احتياجاتها، مقابل 40% فقط إنتاج محلي. هذه الفجوة تفتح المجال لمنافسة شرسة بين عدد من شركات القطاع الخاص التي تسعى للسيطرة على السوق خلال هذا الموسم الحيوي.
وتستورد مصر كميات ضخمة من اللحوم والعجول الحية من دول مثل البرازيل، كولومبيا، السودان، وجيبوتي، بهدف تغطية العجز وسد احتياجات المواطنين مع ارتفاع معدلات الاستهلاك في عيد الأضحى، حيث يُعد ذبح الأضاحي طقسًا سنويًا أساسيًا.
البشاير والكوثر... تحرك مبكر للسيطرة على السوق
برز اسم شركة البشاير للصناعات الغذائية في طليعة الموردين خلال الأعوام الأخيرة، بفضل شبكتها الدولية الواسعة وعلاقاتها القوية مع الموردين في أمريكا اللاتينية وإفريقيا.
وتمتلك الشركة مزارع مجهزة لتربية العجول داخل مصر، وتعمل على توفير لحوم مذبوحة ومحلية بأسعار تنافسية خلال الموسم.
من جانبها، تتحرك شركة الكوثر للإنتاج الحيواني لضمان تواجد قوي في السوق خلال موسم العيد، من خلال خطة توزيع موسعة تمتد إلى عدد من المحافظات، مع التركيز على توفير كميات كبيرة من العجول الحية واللحوم المجمدة والبلدية، لتلبية تنوع الطلب من مختلف الشرائح.
القيصر والوطنية الكويتية... عروض الأضاحي تحت المجهر
أما شركة القيصر للإنتاج الحيواني، فتقدم هذا العام باقات متنوعة من العجول الجاهزة للذبح وسلالات مستوردة مثل الشارولية والسيمنتال، إلى جانب خدمات الحجز المسبق والتوزيع المنزلي، ما يجعلها منافسًا قويًا في موسم تتسابق فيه الشركات على جذب المستهلك.
في المقابل، تطرح الشركة الوطنية الكويتية للتطوير الزراعي والإنتاج الحيواني، مبادرة خاصة لعيد الأضحى ضمن مشروعها الكبير لإنتاج مليون كيلو من اللحوم سنويًا، وتشمل العروض توفير أضاحٍ محسّنة من الخروف البرقي ضمن مشروع تنموي في مدينة العلمين الجديدة.
هل تكفي هذه الجهود لضبط السوق؟
رغم تحركات الشركات الكبرى، لا يزال السوق المصري يواجه تحديات في ضبط الأسعار، خاصة في ظل ارتفاع تكلفة النقل والاستيراد، وتقلبات الأسواق العالمية.
ويعوّل المواطنون على جهود القطاع الخاص والحكومة في ضمان توفر اللحوم خلال العيد بأسعار مناسبة، دون التضحية بالجودة أو الأمان الحيوي، ومع دخول عيد الأضحى، يتجدد الجدل حول الاكتفاء الذاتي من اللحوم، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل الاستثمار في قطاع الثروة الحيوانية، وإمكانية تقليل الاعتماد على الخارج عبر التوسع في التربية المحلية والتصنيع الغذائي الذكي.
