"الرنجة في خطر: كيف يمكنك تجنب تناول الأسماك الملوثة بالدود؟"

تعد الرنجة من الأسماك التي تحظى بشعبية كبيرة في العديد من البلدان، خاصة في مناطق البحر الأبيض المتوسط وشرق أوروبا، حيث يتم تناولها بطرق مختلفة مثل التدخين أو التمليح أو التحضير كوجبة خفيفة. لكن في الآونة الأخيرة، ظهرت مشكلة صحية تمثل مصدر قلق، ألا وهي وجود دود في الرنجة بجميع أنواعها. هذا الدود يمكن أن يشكل تهديدًا صحيًا خطيرًا للمستهلكين. في هذا المقال، سنسلط الضوء على هذه الظاهرة، الأسباب المحتملة لوجود الدود في الرنجة، وكيفية الوقاية منها.


1. أنواع الدود الذي قد يظهر في الرنجة:

الرنجة هي سمكة شائعة جدًا يتم استهلاكها غالبًا في الأسواق المحلية والعالمية، وهناك بعض الأنواع من الديدان التي قد تظهر في الأسماك المدخنة أو المملحة، بما في ذلك:

ديدان الأنفيز أو ديدان البحر (Anisakis): هي ديدان طفيلية تصيب العديد من أنواع الأسماك البحرية وتسبب مرض "الأنيساكيازيس"، وهو مرض قد ينتقل إلى الإنسان عند تناول الأسماك النيئة أو غير المعالجة بشكل كافٍ.

ديدان الخياشيم (Gills worms): تتواجد هذه الديدان في خياشيم الأسماك ويمكن أن تتسلل إلى اللحم أثناء عملية التحضير أو في حالة عدم تنظيف الأسماك بشكل جيد.

ديدان البطن (Intestinal worms): وهي ديدان تتواجد عادة في أمعاء الأسماك وتستطيع الانتقال إلى اللحم أثناء عملية التحضير.

2. أسباب وجود الدود في الرنجة:

يعود وجود الدود في الرنجة إلى عدة عوامل، من أبرزها:

عدم التجميد الكافي: عند شراء الرنجة المدخنة أو المملحة، يجب أن تكون قد خضعت لعملية تجميد مسبقة عند درجات حرارة منخفضة جدًا (حوالي -20 درجة مئوية لمدة لا تقل عن 24 ساعة) للتأكد من قتل الطفيليات. في حال عدم القيام بذلك، قد يظل الدود حيًا داخل السمكة.

التخزين غير السليم: من الممكن أن يتسبب التخزين السيئ في انتشار الدود. إذا لم يتم حفظ الرنجة في بيئة باردة وجافة، فقد يصبح من السهل على الطفيليات أن تتكاثر داخلها.

قلة النظافة في مراحل التحضير: عملية تنظيف السمك من الداخل والتأكد من إزالة الأجزاء الملوثة تعتبر خطوة أساسية لضمان سلامة الرنجة. قد يتم الإهمال في بعض الأحيان، ما يؤدي إلى دخول الدود إلى اللحم.


3. الأضرار الصحية الناتجة عن تناول الرنجة الملوثة:

تناول الرنجة الملوثة بالدود يمكن أن يؤدي إلى عدد من الأضرار الصحية، أهمها:

التسمم الطفيلي: يمكن أن تسبب الديدان التي تتواجد في الرنجة التسمم الطفيلي لدى الإنسان. يترتب على ذلك أعراض مثل الألم البطني، القيء، والإسهال، وفي بعض الحالات قد تسبب التهابات في الأمعاء.

حساسية الأنيساكيازيس: تسبب ديدان الأنفيز (Anisakis) مرضًا يعرف بالأنيساكيازيس، وهو مرض خطير قد يتسبب في أعراض مشابهة لالتهاب الزائدة الدودية. قد يحدث أيضًا تفاعل تحسسي حاد نتيجة تناول الأسماك الملوثة.

تسمم غذائي عام: في حالات نادرة، قد تؤدي الديدان إلى تلوث بكتيري للسمك، مما يعرض الشخص للإصابة بتسمم غذائي ناتج عن نمو البكتيريا في لحم السمك.

4. كيفية الوقاية من تناول الرنجة الملوثة:

شراء من مصادر موثوقة: يجب شراء الرنجة من المتاجر الموثوقة والمراقبة من قبل الهيئات الصحية. تحقق دائمًا من سمعة البائع وتأكد من أن السمك تم تحضيره وفقًا للمعايير الصحية.

التجميد السليم: إذا كنت تشتري رنجة طازجة أو مملحة، تأكد من أن عملية التجميد قد تمت بشكل صحيح. يجب أن يتم تجميد الرنجة لمدة 24 ساعة على الأقل في درجة حرارة منخفضة لضمان قتل الطفيليات.

التحقق من العلامات والأعراض: عند شراء الرنجة المدخنة أو المملحة، افحصها بعناية بحثًا عن أي علامات غير طبيعية مثل وجود ثقوب أو تكتلات في اللحم. كما يجب أن تكون الرنجة ذات رائحة طيبة وأن تكون خالية من أي علامات على فساد.

التأكد من عملية التحضير الجيدة: في حالة تحضير الرنجة في المنزل، تأكد من تنظيف الأسماك بشكل جيد قبل الأكل أو الطهي، واستخدم تقنيات مثل التدخين أو الطهي الجيد لقتل أي طفيليات قد تكون موجودة.

إن وجود الدود في الرنجة يعد من المشاكل الصحية التي يمكن أن تؤدي إلى آثار سلبية خطيرة على صحة الإنسان إذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة. يجب على المستهلكين أن يكونوا حذرين عند شراء وتحضير هذه الأسماك لضمان سلامتها. من المهم شراء الرنجة من مصادر موثوقة، والالتزام بطرق التحضير المناسبة مثل التجميد الجيد، وكذلك تجنب تناول الأسماك النيئة أو غير المحضرة بشكل صحيح