"باب البحر".... جولة في أرخص مكان لبيع الياميش لمعرفة الأسعار

ياسين محمد الثلاثاء , 06-02-2024 12:45 م

A A A

ياميش رمضان

تقترب أيام رمضان، الشهر المبارك الذي يعد أحد أفضل الأوقات في السنة، والذي يتميز بأجوائه الروحانية والتضامن الاجتماعي، ومع قدوم هذا الشهر، يتجه الناس إلى الأسواق لتحضير مستلزمات الإفطار والسحور، ومن بين تلك المستلزمات المحببة لقلوب الكثيرين هي "ياميش رمضان".

"ياميش رمضان" هي تلك البضاعة التي يتم عرضها في الأسواق خلال شهر رمضان، وتشتهر بتنوعها ولذتها، فهي تضم مجموعة متنوعة من بلح و مكسرات وقمر الدين والتمور والعرقسوس التي تناسب تلك الفترة الخاصة، ولذلك، لا يستغرب أن يقبل الكثيرون على شراء "ياميش رمضان" لمشاركتها مع الأهل والأصدقاء في أجواء هذا الشهر الكريم.

وعلى الرغم من أن الكثير من التجار يغالون في تسعير "ياميش رمضان"، إلا أن هناك منطقة تعتبر استثناءً لهذا الاتجاه، إنها منطقة "باب البحر"، الموجودة في قلب القاهرة، تعرف هذه المنطقة بأنها تقدم البضاعة بسعرها الحقيقي، دون تهويل أو مغالاة.

رحلة في التاريخ: شارع باب البحر وماضيه العريق في قلب القاهرة

إن باب البحر، هذا الاسم يستحضر قصةً قديمةً ومجيدةً في شوارع مصر، يعد باب البحر من بين أقدم الشوارع في البلاد، حيث يمتد من ميدان باب الشعرية ويصل إلى شارع كلوت بك بأول الفجالة.
ويأخذ هذا الاسم نسبةً إلى أحد أبواب القاهرة القديمة، حيث كان يفتح على البحر، أي النيل، في أيامٍ كان النيل يجري بميدان رمسيس، وظلت آثار باب البحر حاضرةً حتى عام 1847، عندما تم هدمه بأمر من محمد علي.

لم يبقَ من باب البحر سوى جزءٍ صغيرٍ من السور الشمالي، الذي تم بناؤه في العصر الأيوبي أيام صلاح الدين، عندما تولى السلطة، وكان الهدف من بناء هذا السور حماية العاصمة واستكمال امتداد سور حصن القاهرة الشمالي نحو الغرب.

تم بناء باب البحر في عام 572 هـ (1174 م) على يد بهاء الدين قراقوش، وهو وزير صلاح الدين، وكان الهدف من ذلك بناء حاجزٍ يحيط بالعاصمة بأكملها، مع جميع أحيائها، مثل القاهرة الفاطمية والفسطاط والعسكر والقطائع، وأحياءٍ أخرى نشأت في غرب القاهرة حتى ساحل النيل الشرقي.

واحتضن شارع باب البحر العديد من المعالم البارزة، من بينها مسجد سيدي محمد البحر، الذي عُرف سابقًا باسم "زاوية القصري"، نسبةً إلى الشيخ محمد بن موسى عبد الله بن حسن القصري المالكي المغربي، وقدم هذا العالم إلى القاهرة واستقر في هذه الزاوية، حيث طلب العلم وأمضى حياته حتى توفي فيها في التاسع من شهر رجب عام 633 هـ (1236 م)، ودُفن بالطريقة الصوفية، ويُقال أيضًا أن المسجد يحوي قبرًا آخر للعارف بالله تاج الدين، الذي بنى المسجد التاريخي.

تشتهر شارع باب البحر بشكل كبير كواحد من الشوارع التجارية الرئيسية، خاصة في مجال صناعة وبيع الحلويات ومكوناتها، ويُعتبر الشارع أيضًا واحدًا من أشهر وأرخص أماكن بيع الياميش رمضان بجميع أنواعه، وقام فوود توداي برصد أسعار الياميش رمضان للعام الحالي داخل "محل جولدن فودز" في منطقة باب البحر،