سجلت شركة إيديتا للصناعات الغذائية المصرية تراجعًا ملحوظًا في أرباحها خلال الربع الأول من عام 2025، حيث هبط صافي الربح بعد خصم حقوق الأقلية بنسبة 14.4% ليصل إلى 433.2 مليون جنيه، مقارنةً بـنحو 506.4 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي.
ورغم أن الشركة تمكنت من تحقيق نمو في الإيرادات بنسبة 9% لتبلغ 4.28 مليار جنيه مقارنةً بـ 3.92 مليار جنيه في الربع الأول من 2024، إلا أن ارتفاع التكاليف التشغيلية ومصروفات الفائدة البنكية بفعل السياسة النقدية المتشددة ألقى بظلاله على صافي الأرباح.
وفسّرت إيديتا هذا التراجع بوضوح، مشيرةً إلى الضغوط التي تفرضها زيادة أسعار الفائدة في السوق المصرية، والتي أثرت على تكلفة الاقتراض والتمويل، بالتزامن مع ارتفاع تكاليف الإنتاج نتيجة الضغوط التضخمية المستمرة على مدخلات التشغيل مثل السكر والزيوت ومواد التغليف.
ويُظهر الأداء المالي للشركة اتساع الفجوة بين نمو المبيعات وحجم الربحية، وهو ما يعكس تحديات متصاعدة تواجهها شركات القطاع الاستهلاكي في مصر، خاصةً في ظل تباطؤ القوة الشرائية وارتفاع تكاليف التمويل والإنتاج.
كما يعكس التقرير استقرار الطلب النسبي على منتجات الشركة رغم الظروف الاقتصادية، بدليل نمو الإيرادات، إلا أن هوامش الربح تأثرت سلبًا بسبب تضخم التكاليف غير القابلة للنقل إلى المستهلك بالكامل.
وتُعد إيديتا واحدة من أبرز الشركات في قطاع الأغذية الخفيفة في السوق المصرية، ولديها حصة سوقية قيادية في قطاعات الكيك، والويفر، والمخبوزات.
وعلى المدى القريب، من المرجح أن تواصل الشركة مساعيها لتحسين الكفاءة التشغيلية وضبط النفقات التمويلية، سعيًا للحفاظ على مستويات ربحية مستقرة رغم التقلبات.
رغم النمو في الإيرادات، تكشف نتائج "إيديتا" عن تحديات واضحة ناجمة عن البيئة الاقتصادية الحالية، وهو ما يستدعي إعادة النظر في التكاليف والتمويل.
ويظل أداء الشركة مستقرًا على مستوى الإيرادات، لكن الحفاظ على الربحية سيتطلب استراتيجيات أكثر مرونة في مواجهة ارتفاع الفوائد والتضخم.