أثار إعلان شركة "دومتي" الأخير حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، خصوصًا بعد أيام قليلة من الجدل المماثل الذي تبع عرض إعلان "اتصالات مصر" والذي اعتبره جمهور نادي الزمالك إساءة مباشرة للنادي الأبيض.
وجاء إعلان دومتي هذه المرة ليزيد من حدة التفاعل، حيث اعتبره الكثيرون بمثابة "استفزاز جديد" لمشاعر جماهير الزمالك، بعد المشهد الذي ظهر فيه الفنان رامز جلال وهو يقفز من طائرة بيضاء عليها خطين باللون الأحمر – وهي ألوان ترمز بوضوح لنادي الزمالك – ويسقط بجوار ملعب النادي الأهلي في الجزيرة، المعروف باسم "استاد التتش".
المشهد لم يكن عابرًا، فقد تم تحليله على نطاق واسع من قبل جمهور الكرة المصرية، خاصة مشجعي الزمالك، الذين اعتبروا أن دمج عناصر من هوية ناديهم في هذا السياق يمثل سخرية مبطنة من فريقهم، متهمين القائمين على الإعلان بتعمد إثارة الفتنة الرياضية وتغذية التعصب.
هذه الواقعة تكررت بشكل مشابه في إعلان "اتصالات مصر" الذي ظهر فيه مشهد تم تفسيره على أنه "تمثيل ساخر" من الزمالك، ما دفع إدارة النادي إلى تقديم شكوى رسمية ضد الشركة، معتبرة أن الإعلان يسيء لسمعة النادي ومكانته الجماهيرية، وعلى إثر ذلك، اشتعلت منصات التواصل بمنشورات تحت هاشتاجات مثل #اتصالات_تسئ_للزمالك و#احترموا_الكيان، وبدأت حملات لمقاطعة الشركات المعلنة.
ورغم أن شركة دومتي لم تذكر أي نادٍ صراحة في إعلانها، إلا أن الرمزية البصرية والمكانية كانت كافية لإثارة موجة من الغضب، خصوصًا أن التوقيت جاء بعد أيام من أزمة مشابهة، مما اعتُبر من قبل البعض تكرارًا لنمط تسويقي قائم على "الاستفزاز الجماهيري" لتحقيق الانتشار.
من جهة أخرى، دافع بعض المتابعين عن الإعلان، معتبرين أنه يحمل لمسات فكاهية غير مقصود منها الإساءة لأي طرف، وأن الجمهور يبالغ في ردود أفعاله، في ظل حساسية المشهد الكروي المصري، خاصة بين جماهير القطبين الأهلي والزمالك.
وتبقى هذه الإعلانات مادة خصبة للنقاش العام، في ظل غياب واضح للوائح تضبط المحتوى التسويقي الرياضي وتمنع استغلال الرموز الكروية لإثارة الجدل وتحقيق المكاسب التجارية.