قال الدكتور محمود حسن، استشاري التسويق وتطوير الأعمال، ورئيس مجلس إدارة شركة ميدمارت، إن مفهوم التسويق في القطاع الزراعي لا يجب أن يُختزل في مرحلة ما بعد الحصاد، بل يبدأ منذ اختيار الأرض والصنف المزروع، مرورًا بالإنتاج والتصنيع، وحتى الوصول إلى المستهلك بقيمة واضحة ومُضافة.
وأضاف: "التسويق الزراعي الذكي هو الذي يخلق فرقًا في القيمة؛ فمثلًا في حالة الزيتون، تختلف القيمة التسويقية حسب جودة الثمار ونوعيتها، ما ينعكس مباشرة على فرص التصدير وسعر البيع".
وأوضح حسن، خلال كلمته في ورشة العمل التي نظمتها غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية،: "مستقبل قطاع الزيتون وزيت الزيتون في مصر (التحديات – الحلول – الفرص – الصادرات)"، أن هناك فجوة كبيرة بين الإنتاج الزراعي المحلي والتسويق الخارجي، مشيرًا إلى أن الزيتون المصري غالبًا ما يُرسل إلى دول مثل إيطاليا وإسبانيا لإعادة معالجته وتعبئته، ثم يُعاد تصديره بعلامة تجارية غير مصرية، مما يُفقد مصر جزءًا كبيرًا من القيمة السوقية للمنتج.
وأكد أن التحدي الحقيقي يتمثل في بناء علامة تجارية زراعية مصرية قوية، تعتمد على التصدير المُباشر للمنتج المُصنّع محليًا بجودة عالمية، مع ضرورة رفع وعي المُصدرين والمزارعين بأهمية التسويق الاحترافي والمستدام.
وأشار حسن إلى أن مصر تمتلك مقومات إنتاج زيتون وزيت زيتون عالي الجودة، لكن غياب رؤية تسويقية متكاملة يحول دون منافسة المنتج المصري في الأسواق الدولية.
واختتم قائلاً: "نحن بحاجة لتغيير المفهوم من مجرد زراعة الأرض إلى تسويق القيمة، فالمستهلك العالمي لا يشتري الزيتون فقط، بل يشتري قصة وجودة وهوية".