تعتزم شركة "ريسايكل" المتخصصة في تدوير المخلفات الزراعية، ضخ استثمارات بقيمة 110 ملايين جنيه لإنشاء مصنع جديد في محافظة كفر الشيخ، بهدف تحويل المخلفات الناتجة عن الزيوت العطرية وتقليم الأشجار إلى أعلاف عالية الجودة، وذلك بالشراكة مع مركز البحوث الزراعية، وبدعم تمويلي جارٍ التفاوض عليه مع البنك الزراعي المصري.
وقال عمرو حجازي، رئيس الشركة، إن المصنع الجديد يمثل نقلة نوعية في مجال تدوير المخلفات الزراعية، إذ يُعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط بتقنية تصنيع يتم تنفيذها بالتعاون مع شركات صينية. وتبلغ الطاقة الإنتاجية المتوقعة للمصنع 50 ألف طن سنويًا من الأعلاف المتخصصة لتسمين الماشية والأغنام والماعز.
وأشار حجازي إلى أن الوزارة اعتمدت المنتج رسميًا مؤخرًا، ما أتاح للشركة التوسع في السوق المحلي عبر التصنيع لدى الغير بمحافظة بني سويف، بالرغم من التكاليف المرتفعة لهذا النوع من التشغيل. وتسعى "ريسايكل" لتقليل تلك التكاليف من خلال تشغيل المصنع الجديد في النصف الثاني من عام 2026.
وأوضح أن الشركة تسعى إلى الحصول على تمويل بنكي يغطي 80% من تكلفة المشروع، لكن البنك الزراعي المصري أبدى تحفظه ويقترح تمويل 50% فقط، نتيجة تقييمه لمخاطر النشاط، في حين تتحمل الشركة النسبة المتبقية ذاتيًا وبالشراكة مع مركز البحوث الزراعية.
وتستهدف الشركة التوسع التصديري، لا سيما إلى دول الخليج التي أبدت اهتمامًا كبيرًا بمنتج "علف النارينج"، وخاصة السعودية والإمارات، التي تعاني من نقص الموارد الرعوية الطبيعية وتبحث عن بدائل شرق أوسطية للمنتجات العلفية بعد اضطرابات الملاحة في البحر الأحمر.
ويبلغ سعر طن "علف النارينج" المخصص للتصدير نحو 170 دولارًا، في حين يُباع محليًا بسعر 5 آلاف جنيه، ما يعزز فرص تنافسية مصر بالأسواق الدولية، خاصة مع توافر المواد الخام محليًا على نطاق واسع.
وأكد حجازي أن نحو 2 مليون طن من مخلفات الزيوت العطرية تُهدر سنويًا، إما بالحرق أو بالاستخدام الصناعي الضار بيئيًا، مشيرًا إلى أن استغلال هذه الموارد في تصنيع الأعلاف يسهم في دعم الاقتصاد الأخضر، وتقليل التلوث، وفتح أسواق تصديرية جديدة، فضلًا عن تقليل الاعتماد على الأعلاف المستوردة.
وأضاف أن التوجهات الحكومية لتدوير المخلفات وتحويلها إلى قيمة مضافة، حفّزت الشركة على المضي قدمًا في هذا الاستثمار الاستراتيجي، الذي يوفر نحو 400 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
