كشفت شركة جهينة للصناعات الغذائية، إحدى أكبر الشركات العاملة في قطاع الأغذية والمشروبات بمصر، عن نيتها رفع أسعار منتجاتها تدريجيًا خلال الفترة المقبلة، وذلك استجابةً للزيادة الكبيرة في تكاليف الإنتاج والمواد الخام عقب تعديل أسعار الصرف في عام 2024.
وأوضحت الشركة، في إفصاح رسمي للبورصة المصرية ردًا على استفسارات أحد المساهمين (شركة بلدنا)، أن ارتفاع تكلفة المبيعات خلال الربع الأول من 2025 مقارنة بالفترة نفسها من 2024 يعود إلى أن الشركة كانت تعتمد آنذاك على مخزون من المواد الخام تم شراؤه قبل تحريك سعر الصرف، وهو ما ساعدها على تثبيت الأسعار نسبيًا والحفاظ على استقرار تكلفة المنتج خلال تلك الفترة.
وأضافت أن هذا المخزون قد تم استهلاكه بالكامل بنهاية 2024، ليتم استبداله بمواد خام ومستلزمات إنتاج جديدة بالأسعار السائدة بعد تحرير سعر الصرف، وهو ما أدى إلى زيادة كبيرة في التكاليف. وأكدت "جهينة" أنها ستلجأ إلى رفع أسعار منتجاتها بشكل تدريجي وعلى عدة مراحل، بما يضمن استيعاب هذه الزيادة دون التأثير سلبًا على حجم المبيعات أو الحصة السوقية.
وأشارت الشركة إلى أن زيادة المصاريف التشغيلية خلال الفترة الماضية تعود إلى تنفيذ حملات تسويقية وإعلانية مكثفة لدعم المنتجات الجديدة، وعلى رأسها منتج "اللبنة"، بالإضافة إلى تأثير معدلات التضخم المحلية والعالمية. ورغم تلك الضغوط، أكدت "جهينة" أن السوق المصري يشهد حالة من الاستقرار النسبي، وهو ما انعكس في زيادة الإيرادات كنتيجة طبيعية لارتفاع حجم المبيعات، إلى جانب إدخال تعديلات طفيفة على أسعار بعض المنتجات لضمان تحقيق مستويات ربحية مستهدفة.
وفيما يتعلق بملف التصدير، أوضحت الشركة أن ما يُتداول بشأن "حوافز التصدير" يُفهم في بعض الأحيان بشكل خاطئ، مؤكدة أن الأمر يتعلق بـ مساندة تصديرية يقدمها صندوق تنمية الصادرات، تتمثل في رد جزء من الأعباء التمويلية على عمليات التصدير، وأن النسب التي تحددها الحكومة يتم إعادة النظر فيها من فترة لأخرى وفقًا للسياسات الاقتصادية المعمول بها.
وأكدت الشركة أنها تعمل على تحقيق التوازن بين رفع الأسعار تدريجيًا وزيادة حجم المبيعات، مع التركيز على التوسع في التصدير للأسواق الخارجية وتعزيز حضورها المحلي عبر إطلاق منتجات جديدة وتوسيع قاعدة المستهلكين. وترى "جهينة" أن استراتيجيتها الحالية ستمكنها من استيعاب الضغوط الاقتصادية وضمان استمرارها كأحد أبرز اللاعبين الرئيسيين في قطاع الصناعات الغذائية في مصر والشرق الأوسط.