أبدت عدة شركات إيطالية متخصصة في الصناعات الغذائية اهتمامًا متزايدًا بضخ استثمارات جديدة في السوق المصري، مدفوعةً بمزايا تنافسية واضحة توفرها بيئة التصنيع المحلية، والتي تجعل من مصر وجهة جاذبة للاستثمار في هذا القطاع الحيوي.
وقد عبّر ممثلو هذه الشركات عن رغبتهم في دخول السوق المصري خلال زيارة قاموا بها مؤخرًا إلى القاهرة، حيث قاموا بجولات ميدانية ولقاءات مع جهات معنية بقطاع الأغذية والتصنيع.
وتعزى هذه الرغبة المتزايدة إلى عدة عوامل محفزة، أبرزها انخفاض تكلفة العمالة مقارنة بالسوق الإيطالية، ما يمنح المصنعين فرصة لتعظيم هوامش الربح في ظل الاحتفاظ بمستويات الجودة، كما توفر مصر فرصًا تصديرية ضخمة، خاصة في ظل مجموعة واسعة من اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة مع دول إفريقية وأوروبية، بما يسهل عملية النفاذ إلى أسواق متعددة بدون قيود جمركية كبيرة.
من بين العوامل الأخرى التي دفعت الشركات الإيطالية إلى دراسة خيار الاستثمار في السوق المحلي، انخفاض أسعار المواد الخام وتوفرها بشكل مستقر، فضلًا عن انخفاض تكاليف الأراضي المخصصة للمشروعات الصناعية مقارنة بنظيراتها في أوروبا، وهو ما ينعكس إيجابًا على الجدوى الاقتصادية للمشروعات الجديدة.
وتُعد إيطاليا شريكًا تجاريًا رئيسيًا لمصر في أوروبا، إذ تشير أحدث البيانات التجارية إلى أن قيمة الصادرات المصرية إليها تخطت حاجز المليار دولار، وشملت مجموعة متنوعة من المنتجات أبرزها الحاصلات الزراعية والأغذية المصنعة والجلود والرخام والملابس الجاهزة.
وهذا الحجم من التبادل يعكس متانة العلاقات الاقتصادية ويفتح المجال أمام تحوّل التعاون التجاري إلى شراكات استثمارية مباشرة على الأرض.
الاستثمار في قطاع الصناعات الغذائية يمثل فرصة استراتيجية للطرفين، نظرًا للطلب المتزايد على المنتجات الغذائية المصنعة إقليميًا ودوليًا، فضلًا عن رغبة مصر في توطين الصناعة وزيادة معدلات التصدير.
ومن المتوقع أن تساهم هذه التوجهات الاستثمارية، حال تنفيذها، في دفع عجلة النمو الصناعي، وخلق فرص عمل، وتعزيز قدرة مصر التصديرية في هذا القطاع الحيوي.