leftlogo

شركات المثلجات الأميركية تتجه لإلغاء الألوان الصناعية بحلول 2028 استجابة للطلب المجتمعي

A A A
ألوان كيك ميريام فارس للاحتفال بعيد الأم
الألوان الصناعية
أعلنت كبرى شركات تصنيع المثلجات في الولايات المتحدة، تحت مظلة الرابطة الدولية لمنتجات الألبان (IDFA)، عن التزامها الكامل بالتخلص التدريجي من الألوان الصناعية بحلول عام 2028، في خطوة تعكس استجابة طوعية متنامية من الشركات للضغوط المجتمعية والمطالبات المتزايدة بمنتجات أكثر أمانًا وصحة.

ويمثل هذا الإعلان نقلة نوعية في مسار الصناعة، حيث أكدت الرابطة الدولية لمنتجات الألبان، التي تضم أكثر من 90% من الشركات الفاعلة في سوق المثلجات الأميركي، أن أعضاءها سيوقفون طواعية استخدام ستة ألوان صناعية كانت مرخصة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، والانتقال إلى بدائل طبيعية معتمدة تلبي توقعات المستهلكين المتزايدة نحو منتجات نظيفة وآمنة.

ويأتي هذا التحول في ظل تسارع التوجهات العالمية والمحلية نحو تقليل الاعتماد على المكونات الصناعية المثيرة للجدل، خاصة مع ارتفاع الوعي الصحي لدى المستهلكين، ووجود مؤشرات علمية تربط بعض الألوان الصناعية بمشكلات سلوكية لدى الأطفال.

شركات تستبق التشريعات وتنصت للمستهلك

الشركات المصنعة للمثلجات اتخذت هذه الخطوة استباقًا لأي تشريعات إلزامية، وفي انسجام مع توجهات إدارة الغذاء والدواء الأميركية لتشجيع الامتناع الطوعي عن المكونات المثيرة للجدل.

كما يأتي ذلك بالتوازي مع إجراءات تنظيمية سابقة، منها قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أبريل الماضي بإلغاء ترخيص لونين صناعيين، بعد أن كانت إدارة جو بايدن قد سحبت ترخيص اللون الصناعي التاسع مطلع العام ذاته.

ورغم أن هذه الإجراءات لم تُفرض بشكل مباشر على القطاع، إلا أن الشركات الرائدة ارتأت اتخاذ موقف مسؤول يعزز من ثقة المستهلك في منتجاتها، ويواكب التحولات العالمية نحو الشفافية والمكونات الطبيعية.

التزام تدريجي وتوسع في البدائل

تشير تقديرات وزير الصحة الأميركي، روبرت كينيدي جونيور، إلى أن نحو 40% من الشركات الغذائية التقليدية أعلنت التزامها بالفعل، إضافة إلى 35% من الشركات العضوية أو التي تعتمد على مكونات طبيعية منذ البداية، مما يعني أن نحو 75% من السوق الأميركي للمثلجات في طريقه للابتعاد الكامل عن الألوان الصناعية.

وقد ساهم تسريع FDA للموافقة على أربعة ألوان طبيعية جديدة في تسهيل مهمة الشركات خلال هذه المرحلة الانتقالية، بما يمنح المصنعين حلولاً بديلة دون التأثير على الطعم أو المظهر الذي اعتاد عليه المستهلك.

مقاومة محدودة من قطاع الحلويات

ورغم هذا التوجه الإيجابي، لا تزال بعض الشركات في قطاعات أخرى تبدي تحفظات على هذه السياسات. فقد أعلنت مجموعة "مارس" أنها لن تغيّر تركيبة منتجاتها التي تراها مطابقة للمعايير الحالية، كما رفضت الجمعية الوطنية لصناعة الحلويات الانضمام إلى المبادرة، مطالبة بمزيد من الأدلة العلمية قبل الإقدام على خطوات من هذا النوع.

سوق ضخم وتأثير استهلاكي واسع

مع معدل استهلاك فردي يبلغ 8.6 كيلوجرام من المثلجات سنويًا في الولايات المتحدة، وفقًا لبيانات الجمعية الوطنية لصناعة الحلويات، فإن أي تعديل في مكونات هذه المنتجات سينعكس على سلوك ملايين المستهلكين، ويعزز من حضور الشركات التي تتبنى طواعية معايير السلامة والشفافية.

خطوة استراتيجية نحو المستقبل

وتعكس هذه المبادرة من شركات المثلجات التزامًا متزايدًا بدور القطاع الخاص في قيادة التغيير نحو صناعة غذائية أكثر أمانًا واستدامة، بعيدًا عن المكونات الصناعية التي أصبحت مثار جدل عالمي. كما تؤكد قدرة الشركات الكبرى على التكيف السريع مع متطلبات السوق والمستهلك، دون انتظار قرارات تشريعية قد تُفرض لاحقًا.

وبينما تُعيد الشركات تصميم منتجاتها لتلائم المعايير الجديدة، فإنها ترسّخ أيضًا موقعها كمؤسسات مسؤولة تتفاعل مع تطلعات المجتمع، وتضع صحة المستهلك وجودة المنتج في مقدمة أولوياتها.
advertisement

All rights reserved. food today eg © 2022