leftlogo

مركز للحبوب الروسية فى مصر.. خبراء: يساهم في تنفيذ الصفقات والمساعدات .. والخارجية الروسية: "القاهرة" تمتلك كافة المقومات

A A A
صوامع القمح
مركز لتجارة الحبوب
أعلنت روسيا مؤخراً عن إمكانية اختيار مصر كمركز لتخزين الحبوب الروسية، في خطوة تعكس العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، حيث تعتبر مصر من أهم المنافذ التجارية في العالم، حيث تقع على ملتقى طرق التجارة البحرية العالمية، وتمتلك مرافئ بحرية حيوية تخدم الشرق الأوسط وأفريقيا، وتمتلك كذلك تشريعات وضوابط صارمة في التعامل مع الحبوب وتخزينها.

 

العلاقات التجارية

وقد أثنى مسؤولون روس على تلك المزايا، مشيرين إلى أن اختيار مصر كمركز لتخزين الحبوب الروسية يعكس الثقة الكبيرة التي يتمتع بها البلد في هذا المجال.
وأضافوا أن هذا القرار سيعزز العلاقات التجارية بين البلدين، ويوفر أيضاً فرص عمل جديدة للمصريين في قطاع التخزين والنقل واللوجستيات.
من جهتهم، رحب المسؤولون المصريون بالقرار، مؤكدين أنه سيساهم في تعزيز الاقتصاد المصري وزيادة فرص الاستثمار في البلد.

 

ويأتي هذا القرار في إطار العلاقات الثنائية القوية بين مصر وروسيا، حيث يتمتع البلدان بعلاقات استراتيجية في مجالات عدة، بما في ذلك الأمن والدفاع والتعاون الاقتصادي.

ويتوقع أن يعمل الجانبان على تعزيز هذه العلاقات في المستقبل، من خلال توقيع اتفاقيات تجارية جديدة وتطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والصناعية والزراعية، وبهذا القرار، يبدو أن مصر تتحول إلى مركز استراتيجي لتخزين الحبوب في المنطقة.

الشروط تنطبق على مصر

وأكدت شعبة النقل الدولي المصرية أن اختيار مصر مركزا لوجيستيا للحبوب الروسية بالشرق الأوسط وإفريقيا، يسهل نقلها للدول الفقيرة، مشيراً إلى أن تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، عن إمكانية أن تصبح مصر مركزا لوجيستيا للحبوب الروسية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، تأتي من منطلق قوة ومتانة العلاقات الاقتصادية والسياسية بين مصر وروسيا، والتي تنامت بقوة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك كون مصر من أكبر المستوردين للقمح من روسيا، نظرا لجودته وسعره.
وأشار إلى أن الدعوة الروسية لتكون مصر مركزا إقليميا للحبوب، يأتي في الأساس من رغبة مصر بأن تكون بوابة أساسية في العالم العربي ولإفريقيا، التي تحتاج القمح، وإمكانيات لوجيستية، نظرا لخبرة مصر في التعاطي مع الحبوب، وامتلاكها منافذ بحرية مؤهلة أهمها قناة السويس وموانئ جاهزة لاستقبال الحبوب.
وأضاف أن جميع الشروط تنطبق على مصر، لتكون مركزا لتوريد مجمع الصناعات الزراعي الروسي، كونها مستورد كبير للقمح والحبوب، مما يجعلها مؤهلة بالكوادر والصوامع التي أنشأتها وحققت من خلالها طفرة في المخزون الاستراتيجي، الذي يمكن أن يتضاعف مع ضخ استثمارات أجنبية.

 

صفقات الحبوب والمساعدات

وبين أن هذا الأمر يساهم في تنفيذ صفقة الحبوب والمساعدات المجانية للدول الفقيرة، بما يسهم في مواجهة أزمة الغذاء العالمية، لافتا إلى أن هذه الخطوة سيكون لها انعكاسات إيجابية على الاقتصاد المصري، سواء على العائد المالي أو التجاري والاستثماري، وتعزز الاستفادة من اتفاقيات التجارة الدولية التي أبرمتها مصر مثل اتفاقية المشاركة المصرية – الأوروبية التي تسمح لمصر بتصدير سلع زراعية من دون تعريفة جمركية، وأيضا منطقة التجارة الحرة العربية منذ 2005، ومنطقة التجارة الحرة الإفريقية.

 

مركز عالمي لتخزين الحبوب

قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، أن إعلان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أن مصر ستصبح مركزاً للحبوب الروسية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وأن جميع الشروط تنطبق عليها، هذا يحول مصر لمركز عالمي لتخزين وتوريد الحبوب الروسية كالقمح والذرة والصويا وبقية المحاصيل الزراعية لدول الشرق الأوسط ودول القارة السمراء ما يساهم في مواجهة أزمة الغذاء العالمية ويساهم في زيادة الدخل القومي المصري.

 

عوامل تتحكم في اختيار مصر

أوضح غراب، أن اختيار مصر يرجع لعدد من العوامل أولها العلاقات السياسية والاقتصادية القوية والشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا، إضافة إلى موقع مصر الجغرافي المتميز فهي بوابة لأفريقيا والعالم العربي، وتطل على البحر الأحمر والبحر المتوسط، إضافة لامتلاكها إمكانيات لوجستية هامة ومنافذ بحرية أهمها قناة السويس، إضافة لامتلاكها لعدد من الموانئ الضخمة والتي لا توجد مثلها في الكثير من دول العالم تتسع لـ سفن بحمولات ضخمة تصل لعشرات الآلاف من الأطنان .
ولفت غراب، إلى أن مصر لديها خبرة كبيرة في تخزين الحبوب وتمتلك الإمكانيات لتخزينها كالصوامع الضخمة حيث تضم مصر ما يقارب الـ 78 صومعة على مستوى محافظات الجمهورية، مصممة بأحدث أساليب التكنولوجيا والتقنيات العالمية تصل طاقتها التخزينية لملايين الأطنان، موضحا أن مصر ستصبح قبلة الحبوب بالشرق الأوسط وأفريقيا ستؤمن وتوفر الأمن الغذائي بالمنطقة الافريقية والعربية في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية وتهديد الأمن الغذائي عالميا .

 

تكلفة الشحن والنقل للدول الإفريقية

تابع غراب، أن تحول مصر مركزا للحبوب الروسية بالمنطقة يقلل من تكلفة الشحن والنقل للدول الأفريقية والعربية التي كانت تأتيهم الشحنات من روسيا، إضافة إلى أنه يقلل من الزمن اللازم لوصول الشحنات إليهم، إضافة إلى أن هذا يساهم في زيادة الاستثمارات الروسية في إقامة الصوامع والمخازن قرب الموانئ للاستفادة منها في التخزين، إضافة إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين خاصة بعد التعامل بين مصر وروسيا بالعملات المحلية واعتماد البنك المركزي الروسي للجنيه المصري .
advertisement

All rights reserved. food today eg © 2022