معهد «ستوكهولم»: تراجع إنتاج بُن «أرابيكا» 27% و«قصب السكر » 59%

كشف معهد ستوكهولم للبيئة في تقرير صادم لعشاق القهوة والسكر، عن استمرار تأثير تغيرات المناخ على الإنتاج الزراعي العالمي، ما يخفض غلة المحاصيل في بعض المناطق الأكثر عرضة له.

 

وتوقع التقرير انخفاض إنتاج قصب السكر في العالم بنسبة 59% ،وكذا بُن «أرابيكا» بنسبة 29% ،والذرة بنسبة 45%.

 

ونشرت صحيفة فاينانشال تايمز العالمية، تفاصيل التقرير الصادر عن معهد ستوكهولم للبيئة، وتضمن بين طيات سطوره، أن تلك التراجعات لن تضرب المنتجات جملة واحدة خلال العام الجاري، بل تمتد على مدى الثلاثة عقود المقبلة، لتنسف النمو الذي شهدته تلك المحاصيل خلال فترة الإنتاج بين الفترة من 1980-2010.

السكر وأرابيكا
وتوجد فئة كثيرة من المستهلكين عاشقة للسكر بشراهة سواء في المشروبات أو عبر تناوله في الحلويات، إذ تشير بعض الدراسات إلى أنه تصل درجة العشق لبعض الأفراد إلى مرحلة الإدمان، بينما قهوة أرابيكا تستحوذ على 70% من الانتاج العالمي باعتبارها الأفضل طعمًا.

وينتشر بُن «أرابيكا» في البرازيل وشرق إفريقيا مثل إثيوبيا، كينيا، راوندا، تنزانيا واليمن وجنوب غرب السعودية، وفي وسط امريكا وكولومبيا، وبيرو، وكوستاريكا، وجواتيمالا، والسلفادور.

وأضافت الصحيفة، أن أسعار المواد الغذائية تظل مرتفعة حتى العام الحالي بسبب الطقس القاسي، كما ارتفعت أسعار البن البرازيلي والبطاطس البلجيكية والبازلاء الكندية المطلوبة كبديل للبروتين في الأطعمة النباتية خلال العام الماضي بسبب درجات الحرارة القصوى والفيضانات.

تغييرات المناخ

وتوقع العلماء أن تصبح هذه الظروف أكثر توهجًا وشدة مع تسارع تغيرات المناخ، مثلما أدت المشكلات اللوجيستية والتغييرات في عادات الاستهلاك بسبب الوباء إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية مثل السكر والقمح العام الماضي، وفقًا للصحيفة.

وحذر تقرير معهد ستوكهولم للبيئة، من أن المخاطر المقبلة "أكبر عدة مرات"، رغم ما شهدته الأسواق من أحداث مناخية قاسية حول العالم في منتصف عام 2021 والتي أدت إلى إتلاف العديد من المحاصيل وارتفاع الأسعار.

بُن البرازيل
وأشارت "فاينانشال تايمز" إلى تأثير الصقيع الشديد في البرازيل على محصول البُن في البلاد خلال يوليو الماضي، مما أدى إلى تراجع الإنتاج وتسجيل أسعار البُن أعلى مستوياتها في سبع سنوات، كما تسببت الاضطرابات في سلاسل التوريد العالمية ونقص سفن الحاويات إلى ارتفاع الأسعار حتى نهاية العام، ولا يزال الطقس متقلبًا في البلاد، مما يثير مخاوف من حدوث المزيد من الضرر للمحاصيل.

 

وتابعت أنه أثرت موجة الحر والجفاف غير المسبوقة في كندا خلال منتصف 2021 على الإنتاج ودفعت أسعار الفاصوليا إلى الارتفاع، كما ارتفع سعر البازلاء بأكثر من الضعف، مما أثر على الشركات المصنعة لبدائل اللحوم النباتية التي تعتمد عليها كمكون أساسي.

 

البطاطس
وارتفعت أسعار البطاطس البلجيكية بعد أن دمرت الفيضانات مساحات شاسعة من أوروبا خلال الصيف.

ولفتت "فاينانشال تايمز" إلى ارتفاع أسعار البطاطس البلجيكية بعد أن دمرت الفيضانات مساحات شاسعة من أوروبا خلال الصيف، وهو ما دفع "ستوكهولم" إلى توقع استمرار الأزمات، مثل فترات الجفاف المتتالية، من المرجح أن تزيد من نقص المحاصيل وأن تصبح أكثر شيوعًا مع ارتفاع درجة حرارة العالم.