leftlogo

«من الحِراتي للأسترالي».. «الفول المدمس» وجبة فرعونية تعشقها أوروبا.. والخلطة سر تصديره في «الصفيح»

A A A
الفول المدمس
الفول المدمس

«هارفست» و«أمريكانا» تستحوذان على الحصة الأكبر في إنتاج الفول المعلب محليًا
8 دولارات سعر تصدير كرتونة بها 24 علبة تزن الواحدة 400 جرام 
120 ألف فدان مساحة الأراضي المزروعة سنويًا بإنتاج 1.6 مليون طن
الشركات تعتمد في التصدير على البلدي «العريض» أو «الأسترالي»

 

 



الفول المدمس.. يُعتبر الوجبة الشعبية الأساسية في الشوارع المصرية، يعود تاريخه في الأصل إلى الفراعنة، ويرجع عشقهم له كونه من المواد الغذائية الغنية والمشبعة في ذات الوقت، لذا كان يُقدم لعامة الشعب قديمًا.


وبطبيعة المصريين، تفننت الشركات المحلية في تعبئته في "علب الصفيح" وذلك بطبخه عبر خلطات متعددة منحته نكهات مختلفة، ما دفع إلى تصديره لمختلف الأسواق العالمية ليتخذوه وجبة أساسية، وفي مقدمتها أمريكا والدول الأوروبية والخليجية.


تاريخ الفول
كان الفول أحد أهم الأطعمة المهمة في مصر القديمة وهو من أهم البقوليات التي عرفها  الفراعنة المصريين حيث كان يزرع بالقرب من مصر القديمة.


وتم نحت ذلك على جدران المعابد حول الحاصلات الزراعية القديمة، ومنها زكائب الفول المصري القديم، ما يعني أن الفول تراث مصري قديم توارثته الأجيال وعُثر على بقايا بذوره في بعض مقابر الفراعنة بطيبة وسقارة والفيوم وغيرهما.


بقوليات وبروتين
يعد الفول من أهم البقوليات لاحتوائه على عناصر غذائية عديدة، كما أنه بروتين ويطلق عليه "بديل اللحوم" لاحتوائه على نسبة كافية من الأحماض الرئيسية المطلوبة لبناء الخلايا والأجسام المضادة وتتراوح نسبة البروتين في حبات الفول بين 25 جرامًا إلى100 جرام.


وفي عام 2019، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 251/73 أن يوم 10 فبراير هو اليوم العالمي للبقول، لما لها من فوائد غذائية متعددة ودورها الملموس تجاه الحفاظ على المناخ.


 

البلدي
يعد الفول البلدي محصول شتوي وينقسم وفقًا لنوع الحَبة إلى حَبة رفيعة وأخرى عريضة، وهو منافس للقمح ويُزرع في نفس التوقيت معه، ولكن المزارعين يفضلون زراعة المحصول الثاني لأن تسويقه وبيعه مضمونين، وفقًا لتصريحات حسين أبوصدام نقيب الفلاحين لـ«Food Today».


أضاف أن مصر تزرع نحو 120 ألف فدانًا من الفول البلدي بإجمالي 1.6 مليون طن، تغطي نحو 20% من الاستهلاك، بينما يتم استيراد النسبة المتبقية، وتصل إنتاجية الفدان إلى نحو 10 أردب تقريبًا، ويبلغ سعر طن الفول (6 أردب)  نحو 10 آلاف جنيه.


الحراتي والأسترالي
وطالب حسين أبوصدام بأن تكون زراعاته جماعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، بينما غالبية المساحة المزروعة حاليًا صغيرة، ويتم أكلها خضراء والذي يسمى "الفول الحراتي"، موضحًا أنه لكي يصل الفول إلى النضج ويستخدم في الطهي "المدمس" يجب أن يتم حصاده بعد 6 أشهر من الزراعة.


أشار إلى أن الشركات التي تصدر الفول المطبوخ في المعلبات، تعتمد في التصدير على الحَبة العريضة من الفول البلدي لأنها أكثر جودة وبعضها يلجأ إلى الفول المستورد من استراليا باعتباره جيد السمعة، ولكنه لا يفوق المصري، كما أن سعر الطن المستورد كجملة للشركات يتراوح بين 7 إلى 9 آلاف جنيه.
الفول المعلب
قال حسين نوارة مدير تطوير التصدير بشركة هارفست للصناعات الغذائية، إن الشركات التي تقوم بتصدير الفول المدمس المعلب، تعتمد في الغالب على الفول المستورد لاسيما الاسترالي، ثم يتم طبخه وتعبئته وإعادة تصديره.


أضاف في تصريحات لـ«Food Today» أنه يتم تصدير الفول من خلال "العلب الصفيح" الصغيرة ذات حجم 400 جرام، حيث تصدر الشركات الفول عبر كرتونة بها 24 علبة وبلغ السعر التقريبي للكرتونة الواحدة نحو 8 دولارات خلال العام الماضي.


 

الدول المستوردة
وتختلف الأسعار وفقًا للدولة التي يتم التصدير إليها، كما تلعب أسعار النولون عند التصدير دورًا مهما في تحديد سعر التصدير.


وأوضح "نوارة" أن أبرز الدول التي تستورد الفول المدمس المعلب من مصر، هي الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، بجانب بلدان الخليج.


الخلطات
وأشار حسين نوارة إلى أنه من أبرز الأسباب التي تعزز من صادرات الفول، طبخه بالخلطات، مثل الفول بالطحينة أو الحمص أو البصل أو الصلصلة، وكلها خلطات تقدم الفول بشكل مختلف وبنكهات متنوعة تعزز من تصديره للخارج.


 

الحصة السوقية
وتستحوذ شركتي هارفست وأمريكانا على إنتاج الفول المعلب في مصر، كما تستورده دول عربية مثل ليبيا والسودان وأمريكا، لاسيما أن طريقة تصنيعه آمنة وتعتمد على الفول وبعض المواد الحافظة المسموح بها، وفقًا لتصريحات مصدر مسؤول بالمجلس التصديري للصناعات الغذائية لـ«Food Today»    


advertisement

All rights reserved. food today eg © 2022