في حبه بتقوم حروب.. ما هو سر حب البريطانيين للشاي؟

تغنى العديد من الشعراء في حب الشاي فمنهم من قال "قد ولعت نفسي بشاي معطر.. لئن كان غيري بالمدامة مولعا"، عرف شرب الشاي قبل آلاف السنوات ومن وقتها وهو إدمان للعديد من الشعوب حتى بات طقسا بها.
ومن هذه الشعوب هو الشعب الإنجليزي، الذي إذا ما صادفت والتقيت انجليزيا منهم سيخبرك في مديح الشاي أشعارا، لارتباطه بثقافة الشعب الإنجليزي منذ أول مرة دخل إليهم الشاي في عام 1660 حينما بدئوا استيراده.



وارتبط الشاي بعادات في أوقات محددة فمثلا لديهم "شاي الفراش" والذي يتم تناوله في السادسة صباحًا عقب الاستيقاظ مباشرة، وشاي الحادية عشر صباحًا وآخر في وقت متأخر من اليوم في الرابعة مساءا ويسمى "شاي الظهيرة".

لكن ما قصة شاي الظهيرة؟

كانت بدايات تناول شاي الظهيرة في بريطانيا في أربعينيات القرن الثامن عشر بواسطة دوقة بدفورد "آنا راسل" التي كانت تشعر بالجوع في قصر "ووبرن آبيه" قبل أن يحل موعد العشاء فكانت تخبئ البسكوت والكعك في ملابسها وتطلب الشاي معه.
ثم بدأت بدعوة أصدقائها ليشاركوها ما عُرف بعبارة " تناول الشاي والتمشي في الحقول". عندما عادت إلى لندن كانت هذه التقاليد قد انتشرت بسرعة. 




وأحب الإنجليز شرب الشاي الأسود والإيرل جراي وشاي الياسمين الصيني، وانتشر مؤخرًا الشاي الأخضر الياباني، ويضيفون السكر أو الحليب أو الليمون. 
من أطرف الأمور التي يحتاج الوافد إلى بريطانيا إلى التأقلم معها في مقر العمل الطقوس الخاصة بالشاي والبسكويت فبحسب "بي بي سي" في لندن جرساً يدق كل يوم في الساعة الرابعة والنصف مساء إيذاناً بتوقف الموظفين عن العمل ودخول وقت تناول الشاي، الذي يعده فريق مختلف في كل أسبوع.



ويعتبر بعض البريطانيين أنه إذا لم يضاف الحليب إلى الشاي فإن كوب الشاي لا يعتبر على أكمل وجه.
وكشفت دراسة أعدها مصنع بسكويت "توماس جي فودجيبز" وشملت 2000 عامل بريطاني، أن واحداً من بين كل أربعة أشخاص يحرص على إبرام صفقة خلال اجتماع واحد لأن البسكويت كان حاضراً على المائدة، إلى جانب قطع من الخبز والشيكولاته والكعك، التي من شأنها جميعاً أن تولد رد فعل إيجابي لدى المجتمعين.




ومن المفاجئ هو أن الشاي لم يكن المشروب الأول في بريطانيا قبل القرن السابع عشر الميلادي بل كانت القهوة، وبقيت الأمور على حالها إلى أن قام الملك تشارلز الثاني بالزواج من "كاثرين دي براغانزا"، وهي أميرة برتغالية تعشق الشاي. عندما انتقلت كاثرين إلى بريطانيا قامت بنقل تقاليد الشاي معها من البرتغال، وأصبح شرب الشاي فجأة من التقاليد الراقية وانتشر بين طبقة الأثرياء في جميع أنحاء البلاد.