لا تتوقف الاكتشافات الأثرية عن الظهور في مصر، لتؤكد من جديد أن المصريين القدماء هم الأوائل في أغلب مناحي الحياة، فكانوا هما السبّاقين وسط الحضارات في الزراعة والصناعة والتجارة وغيرها، كما لهم إسهامات عديدة في مجال الطعام وتوثيقه على الجداريات.
كثيرة هي الاكتشافات التي تعيد كتابة التاريخ من جديد، وبجانب ما يتم اكتشافه دوما في مجال الطعام لدى الفراعنة، فمؤخرا تم الكشف عن اكتشاف أثري من شأنه أن يغير تاريخ الجبن في العالم.
الجبن الحلوم أصلها مصري
في تصريحات خاصة لموقع Food Today، قال دكتور أحمد بدران أستاذ الآثار المصرية القديمة بكلية الآثار بجامعة القاهرة، إنه قبل أيام اكتشفت البعثة المصرية في سقارة أواني بها نوع من أنواع الجبنة المعروفة حاليا بالجبنة الحلومي وكان يسميها المصري القديم "حِلِمْ" أو "حِرِمْ"، وتطورت في اللغة القبطية ليصبح اسمها "حُلم" وأصبحنا الآن نطلق عليها حلومي وهي من أغلى أنواع الجبن حاليا وتصنع من لبن الماعز.
وأضاف بدران أن هذه الجبنة التي تم اكتشافها تعود للأسرة 26 التي عمرها حوالي 2600 عام.
وليس هذا الاكتشاف الوحيد الذي يرتبط بصناعة الألبان في مصر القديمة فسابقا، وبحسب بدران تم العثور على إناء في متحف أمحتب في مدخل سقارة في الجيزة، مقبرة المهندس للملك زوسر حيث تم العثور على إناء مليء بقطع الجبن القريش والتي اتخذت أشكالا مختلفة منها على هيئة قرص أو مستديرة أو اسطوانية.
الجبنة القريش عمرها آلاف السنين
أشار أستاذ الآثار المصرية القديمة في كلية الآثار جامعة القاهرة إلى أن المصري القديم كان لديه معرفة بصناعة الألبان والأجبان ووظفها في حياته اليومية واستخدامها مثل الزبدة واللبن الرائب والجبنة بأنواعها مثل الجبن التي عُثر عليها على هيئة "خُرط" أو قطع، وهي الجبنة المعروفة باسم القريش حاليا، الأمر الذي يعيد عمر صناعة الألبان في مصر القديمة إلى أكثر من 4400 سنة.
الجبنة القريش في الحرب العالمية الأولى
تم الترويج للجبن القريش على نطاق واسع في أمريكا خلال الحرب العالمية الأولى، إلى جانب منتجات الألبان الأخرى، لتوفير اللحوم لحصص المشاة، وظهر هذا الترويج في العديد من ملصقات الحرب، بما في ذلك الملصق الذي ادعى أن رطلًا واحدًا من الجبن يحتوي على بروتين أكثر من رطل من اللحم.