تعد الصين سوقًا واعدة
لشركات الأغذية والمشروبات الكبرى حول العالم، وذلك مع مئات الملايين من المستهلكين الذي ينفقون
المليارات سنويا على شراء المواد الغذائية، وتعتمد بصورة كبيرة على
استيراد الأغذية من الخارج لسد فجوة الغذاء، مع زيادة الاستهلاك وسط عدد كبير من
السكان الذي يبلغ 1.4 مليار نسمة، حتى وصل إجمالي وارداتها الغذائية إلى 100
ملياردولار عام 2021، وارتفعت صادرات مصر إليها خلال نفس العام بزيادة 50% عن
العام السابق.
الصين تهتم بالغذاء
ومنذ عام 2012 اهتمت
بكين بتنمية قطاع المواد الغذائية، إذ لم يكتف التنين الصيني بالحفاظ على استقرار
الإنتاج الزراعي وضمان الإمدادات الغذائية، بل فتحت الصين السوق لتوسيع الواردات
وتلبية احتياجات المستهلكين، ما منح أيضاً فرصاً تجارية ضخمة للشركات العالمية في
توريد المواد الغذائية.
ووفقاً للبيانات
الرسمية الصادرة عن الحكومة الصينية، نمت واردات بكين الغذائية بسرعة كبيرة خلال
السنوات العشرة الأخيرة، ومنذ عام 2012 وحتى عام 2021، ازدادت الواردات الغذائية
للصين بنسبة 11.4% وذلك بشكل سنوي، وفي
عام 2021، تجاوز إجمالي قيمة الواردات الغذائية 100 مليار دولار، بزيادة أكثر من
18% عن واردات عام 2020.
الطعام المستورد في الأسواق الصينية
ويعد الطعام المستورد
حالياً غذاء لا غنى عنه على مائدة الأسرة الصينية خاصة أنه أصبح متوفراً طوال
العام بعدما كان يتوجب على المستهلكين الانتظار حتى حلول المناسبات الكبيرة مثل
عيد الربيع لشراء المواد الغذائية المستوردة، وأصبح بإمكان الزبائن في الصين الآن
شراء الطعام المستورد بسهولة من المتاجر الكبيرة المحلية أو عبر شبكة الإنترنت.
ويجذب قطاع الفواكه
المستوردة المستهلكين في الصين بشكل خاص وذلك بسبب جودتها العالية وسعرها المعقول،
وبدأت فواكه مثل البرتقال المصري والكمثري الحمراء البلجيكية والبرقوق الاسترالي
في غزو السوق الصينية في الآونة الأخيرة.
كما زاد الإقبال على
مسحوق الحليب من نيوزيلندا والجمبري الأبيض من الإكوادور، والحلويات من روسيا
وغيرها من الأطعمة المستوردة التي باتت أساسية في سوق الغذاء الصيني ،التي تستحوذ
على 19% من الصادرات الزراعية الأمريكية العام الماضي، وكانت في مقدمة الدول
المستوردة للمنتجات الزراعية القادمة من واشنطن.
أبرز المنتجات المستوردة
ومن بين الشركات
العاملة في السوق الصيني هي شركة «Dole Foods» ومقرها في أيرلندا، والتي تعد أكبر شركة في
العالم لإنتاج الفواكه والخضروات، ومع زيادة طلب المستهلكين الصينيين على الفواكه
المستوردة، تقدم الشركة حاليا أكثر من 90 سلعة من منتجات الفاكهة والخضروات عالية
الجودة من 19 دولة إلى السوق الصينية كل عام.
مصر تصدّر للصين
وعلى صعيد متصل فإن مصر تولي اهتمام كبير بالتصدير للأسواق الصينية، وزيادة حجم التبادل التجاري معها، حيث ذكر الجهاز المركزي
للتعبئة العامة والإحصاء، أن قيمة الصادرات المصرية للصين خلال الـ10 أشهر الأولى
من عام 2021 بلغت 1.3 مليار دولار مقابل 583.1 مليون دولار خلال الفترة ذاتها عام
2020 بزيادة 118.7%، فيما كانت قيمة الواردات المصرية من الصين بلغت 10.7 مليار
دولار خلال الـ10 أشهر الأولى من عام 2021 مقابل 9.6 مليار دولار خلال الفترة
ذاتها من عام 2020 بارتفاع 12.1%.
وأشار
"الجهاز" في تقرير له، إلى ارتفاع قيمة التبادل التجاري بين مصر والصين؛
ليصل إلى 12 مليار دولار خلال الـ10 أشهر الأولى من عام 2021 مقابل 10.2 مليار
دولار خلال الفترة ذاتها من عام 2020 بارتفاع 18.2%.
زيادة الاعتماد على الاستيراد
وأوضح أن أهم
المجموعات السلعية التي صدرتها مصر إلى الصين خلال الفترة السابق ذكرها هي الوقود
والزيوت المعدنية ومنتجات تقطيرها بقيمة 885.1 مليون دولار، وفواكه بقيمة 80.9
مليون دولار، وأغذية محضرة للحيوانات بقيمة 59.5 مليون دولار ومراجل وآلات وأجهزة
وأدوات آلية بقيمة 48.8 مليون دولار ونحاس ومصنوعاته بقيمة 27.5 مليون دولار.
وأشار إلى أن أهم
المجموعات السلعية التي استوردتها مصر من الصين هي الآلات والأجهزة الكهربائية
بقيمة 2.9 مليار دولار، والمراجل والآلات والأجهزة الآلية بقيمة 1.5 مليار دولار،
والسيارات والجرارات والدراجات بقيمة 674.3 مليون دولار، والألياف التركيبية أو
الاصطناعية بقيمة 547.1 مليون دولار ومنتجات الصيدلة بقيمة 267.8 مليون دولار.
