تشهد صناعة الألبان في مصر واقعًا متشابكًا يجمع بين دورها الحيوي في دعم الاقتصاد والغذاء، وبين تحديات بنيوية تعيق نموها.
وتُعد الألبان مصدرًا رئيسيًا للدخل الزراعي في البلاد، إذ تسهم بما يقارب ثلث إجمالي الدخل الزراعي، كما تُشكل مكونًا غذائيًا أساسيًا لكافة الشرائح السكانية.
وأكدت الدكتورة رشا عبدالعال، الباحثة في معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، أن القطاع يواجه فجوة كبيرة بين الإنتاج والطلب، حيث لا يغطي الإنتاج المحلي سوى 72% من الاستهلاك، ما يدفع الشركات إلى الاعتماد على استيراد الحليب المجفف.
وبحسب بيانات 2023، بلغ عدد الجاموس 4.7 مليون رأس، والأبقار 3.1 مليون رأس، وتراوح إنتاج الحليب من النوعين بين 44% و53% من الإجمالي. لكن نصيب الفرد من الألبان في مصر لا يتعدى 51 كيلوجرامًا سنويًا، مقابل 100 كيلوجرام كمتوسط عالمي.
وتسعى الدولة عبر خارطة طريق حتى 2030 إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، من خلال تطوير الإنتاج المحلي، وتحسين كفاءة المزارع الصغيرة، التي تمثل 75% من الإنتاج، لكنها تعاني من ضعف الخدمات الفنية والبيطرية، وارتفاع تكاليف الأعلاف، وضعف الحوافز المرتبطة بجودة الحليب.
وتتركز مصانع الألبان الصغيرة في محافظات ريفية مثل الدقهلية والغربية، لكنها تعاني من صعوبات في التوزيع والتحصيل، في ظل سوء البنية التحتية.
