لماذا يتأثر العالم بارتفاع معدل تضخم الاسعار في الهند؟

أدت الظروف المناخية القاسية والجفاف في شهر أغسطس الى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الى ما يزيد عن 11% في الهند والتي تعد لاعبًا رئيسيا في التجارة الزراعية العالمية، جاء ذلك وفقًا لما ذكرته بي بي سي.

ومع بدأ انخفاض أسعار الطماطم، قد ارتفعت أسعار البصل بمقدار الربع في الأسواق المحلية، وأيضا البقوليات المستخدمة في الطهي مثل العدس الذي ارتفع 20% عما كان عليه في بداية العام.

وأكد اقتصاديون أن الهند تعاني من "مشكلة الكاري" حيث قفزت تكلفة الغذاء النباتي الى الثلث في شهر يوليو.

ومع بدء اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الامريكية سارعت الهند الى التحرك لتقليل حدة التضخم أسعار الغذاء.

وبعد فرض الحظر على القمح، أعلنت الهند حظرا مفاجئا لصادرات الأرز الأبيض غير البسمتي الشهر الماضي، وفي الآونة الأخيرة فرض وزارة المالية رسوما بنسبة 40% على البصل لتثبيط الصادرات وتحسين الامدادات المحلية.

ومع توقع انخفاض انتاج السكر هذا العام "زادت أيضا احتمالية فرض الحظر على صادرات السكر، وفقا لما قاله لراجني سينها كبير الاقتصاديين في المجموعة CareEdge Group.

وأضاف محللون اقتصاديون ان الحظر الذي فرضته الهند لم يخفض تضخم الأسعار، لذلك يجب على الحكومة ان تفرض حظر أكثر شمولًا على المنتجات الزراعية لديها.  

هل يؤثر تخضم الأسعار في الهند على الغذاء في العالم؟

تعتبر الهند أكبر مصدر للأرز في العالم، حيث تبلغ حصتها السوقية 40%، وهي ثاني اكبر دولة مصدرة للسكر والبصل.

وقد قفز مؤشر أسعار الأرز التابع لمنظمة الأغذية والزراعة التابع للأمم المتحدة بنسبة 2.8% وهو أعلى مستوياته، والذي أدى لذلك هو الحظر الذي فرضته الهند على الأرز.

وارتفعت أسعار الأرز في دول مثل تايلاند بنسبة 20%، وقد يؤثر ذلك على الكثير من الأشخاص حول العالم ومن المحتمل ان يدمر الامن الغذائي في 18 نقطة تعاني من الفقر حددتها منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

حيث تحصل 42 دولة في آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على 50% من إجمالي وارداتها من الهند، وترتفع هذه النسبة إلى 80% في بعض البلدان وفقًا للمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، ولا يمكن "استبدال حصتها بسهولة بواردات من دول مصدرة كبيرة أخرى

وجاءت العديد من الدعوات الموجهة للهند لإلغاء الحظر الذي فرضته على تصدير السلع الغذائية الأساسية من جهات مختلفة وبما في ذلك صندوق النقد الدولي.

من جانبه فقد يساهم تضخم الغذاء العالمي بالأضرار بسمعة الهند كمورد يمكن الاعتماد.